تأتي قيمة هذه السهرة الترفيهية في المكانة التي تحتلها رأفت في وجدان المغاربة، باعتبارها أحد أبرز الوجوه الفنية البارزة في المشهد الغنائي المغربي. ذلك إن قيمتها تأتي انطلاقاً من الأغاني التي قدّمها الفنانة في مسارها الغنائي، عاملة على خلق مساحة فنية يطبعها الالتزام. لذلك علمت رأفت في مسارها الفني على النزوع صوب هذا الاختيار الجمالي الهادف الذي جعل أغانيها تتنزل منزلة عميقة في ذاكرة المغاربة، انطلاقاً من رحابة صوتها وقدرتها على أخذ الأغنية المغربية صوب منعطفات جمالية بها تُعيد تجديد الذاكرة الغنائية ليس من باب الصناعة الموسيقية، وإنّما عبر جماليات الصوت.
يحرص هذا المهرجان على استقطاب عدد من الوجوه الغنائية البارزة من أجل إعطاء المهرجان فسحة فنية مختلفة عن باقي المهرجانات الأخرى. كما أن وجود فنانة في حجم لطيفة رأفت داخل مدينة عُرفت على مدار تاريخها أنّها دولية يعطي للسهرة قيمتها وجمالياتها المهرجان، خاصة وأن هذه المهرجانات أصبحت تلعب دوراً بارزاً في تقديم صورة مختلفة عن المغرب الفني، إذْ تعمل بطريقة مغايرة على تقديم المنتوج الفني على أساس أنّه قادر على التأثير في المجتمع، سيما أمام ما يشهده الواقع من تصدّعات.



