وحسب ما أفاد به بلاغ صحفي، توصل le360 بنسخة منه، فقد بادر المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بتنسيق مع مديرية التراث الثقافي «إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتحقق من مكان الاكتشاف وللوصول إلى الحجرة قصد دراستها وتوثيقها، حيث قامت المصالح الجهوية لقطاع الثقافة- وزارة الشباب والثقافة والتواصل- بتحريات موسعة في عين المكان بتعاون مع السلطات المحلية بإقليم الجديدة، ولكنها لم تمكن من الحصول على معلومات واضحة وأكيدة حول الحجرة المذكورة».
وتأكيداً لخبر الصور المُتداولة وتنويراً للرأي العام الوطني، وبغض النظر عن مكان اكتشاف الحجرة، أعلن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أنه «استنادا لفحص الصور الذي أجراه السيد عبد العزيز الخياري، أستاذ بنفس المعهد ومتخصص في الكتابات القديمة، أن الحجرة هي شاهد قبر يحمل نقيشة جنائزية عبارة عن سطر عمودي ومكتوبة بالحروف الليبية Libyques وهي الحروف التي كتبت بها اللغة الأمازيغية قديما واشتقت منها حروف تيفيناغ».
ووفقا للبلاغ ذاته، فإنّ النقيشة المذكورة «تنتمي إلى الحقبة القديمة السابقة لمجيء الإسلام، وهي مشابهة من حيث نوع ومميزات الأبجدية الليبية المستعملة فيها لنقائش أخرى عثر عليها سابقا بكل من عين الجمعة (في الجنوب الغربي من الدار البيضاء) وسيدي العربي بضواحي المحمدية والنخيلة بمنطقة سطات وسوق الجمعة بمنطقة المعازيز».
جدير بالذكر، أنّ هذه الوثائق تكتسي أهمية كبيرة، بحسب المصدر نفسه، «رغم أن رموز كتابتها لم تفك بعد، وذلك من الناحية التاريخية والثقافية والكتابية، إذ تعتبر مؤشرات واضحة ودلائل ملموسة حول تعمير المنطقة خلال الحقبة القديمة وحول تداول الكتابة الأبجدية الليبية، ويمكن أن تسهم مستقبلا في تسليط الضوء على خصائص اللغة الأمازيغية القديمة التي لا زالت معرفتنا بها جد محدودة».