يقول صاحب « المثقف والسلطة » عن الكتاب « إن كتاب سيرين الحسيني شهيد، هو ذخيرة تاريخية وبشرية مؤلفة أساساً على شاكلة فسيفساء من شذرات ممتعة في معظمها، ومن مسرات عابرة وشقاءات أكثر ديمومة، وكلها موضوعة بكثير من الاحترام والمحبة على أمل أن تربي وكذلك بطبيعة الحال أن تجذب القارئ الذي لولا مثل هذه المحكيات لما علم شيئا عن ذلك العالم الذي ضاع اليوم جانبه الأساسي. إنها شهادة حميمية ولا شك. لكنها أيضا أدب أليف، إنساني، صادق، كريم وفصيح واستنادا على هذا النوع من المادة الخام الحية سيتشيد مستقبل فلسطين، لأنها مادة خام ستدوم أمدا طويلا وستخدم أهدافاً أكبر من ما قصدت إليه سيرين شهيد المتواضعة دوما. إن هذا الكتاب يستحق أن يجد موضعا في متحف الذاكرة جنبا إلى جنب ذكريات أخرى وذلك حتى لا يستطيع فقدان الذاكرة ولا التقدم التاريخي المزعوم، أن يطمسا هذه الشهادات ».
وتأتي قيمة هذه الترجمة من الناحية العملية، في كون الذي ترجمها يُعدّ واحداً من الأدباء والمترجمين الكبار في المغرب. ذلك إنّ سيرة محمد برادة غنيّة من ناحية الأعمال الإبداعية ونظيرتها النقدية والتي تُشكّل قيمة كبيرة بالنسبة للقارئ، إذْ يعثر فيها على مجموعة من المفاهيم المُبتكرة القادرة على تخليص العمل الأدبي ونظرياته من أيّ بعد تقليدي، يجعل الكتابة تُعيد اجترار نفسها، بعيداً عن التحديث والتجديد. كما أنّ صاحب « لعبة النسيان » يعتبر من المترجمين المغاربة الذي نقلوا من الفرنسية إلى العربية العديد من الأعمال الفرنسية مثل لوكليزيو ورولان بارت وجان جنيه وغيرهم. فترجماته تتمتّع بأصالة كبيرة في وجدان النقاد، لكون برادة يحرص على ترجمة النصّ بوعي أدبي عالم وعارف بسياقاته الفنية والجمالية.