بين الشعر والرواية، تُقيم عائشة البصري في شرود صمت، تحاول عبره كتابة رواية عالمة، تتجاوز الأحاسيس والمشاعر والرغبات، صوب نصّ تخييلي جامح أكثر تجذّراً في المعرفة المعاصرة. كما توازي صاحبة « ليالي الحرير » بين التعبير الشعري والتخييل الروائي، إنّهما يمشيان وفق مسار متّصل. ورغم مظاهر الإخلاص المتبدية في سيرة البصري في علاقتها بالرواية في السنوات الأخيرة، إلاّ أنّها تحمل في ذاتها دائماً نفساً شعرياً به تُضيء مسالك العمل الروائي. إنّها بمثابة طريقة فنّية في بناء أنطولوجية جديدة للعمل الروائي، حيث يتحرّر النصّ من رتابته التقريرية المتمثّلة في السرد. لذلك تُعطي صاحبة « السابحات في العطش » مساحة كبيرة للشعر عبر اللغة. بهذه الطريقة تغدو الكتابة الروائية عملاً شاقاً ومُركّباً به يحتمي النصّ الروائي من التقليد والتكرار.
وتأتي أهمية هذا اللقاء في كونه يندرج ضمن الأنشطة الثقافيّة التي تنجزها الكلية في سبيل انفتاح فضاء الكلية على مُحطيها الثقافي. ذلك إنّ التكوين غير مرتبط فقط بالدروس والمحاضرات التي يتلقاها الطلبة، وإنّما أيضاً بمثل هذه اللقاءات التي تُقرّبهم من الأدباء والمفكّرين والمؤرّخين والفنّانين. وذلك بما يجعلهم ينسجون علاقات قوية مع المبدعين على اختلاف مشاربهم الإبداعية.
جدير بالذكر أنّ عائشة البصري، حاصلة على الإجازة في الأدب العربي من جامعة محمد الخامس بالرباط وعملت – قبل التفرغ للكتابة – أستاذة، ثم سكرتيرة تحرير لمجلة تربوية بوزارة التربية الوطنية المغربية. نشرت مقالات بمنابر مغربية وعربية. وقد أدرجت كتاباتها في العديد من الأنطولوجيات الأدبية العالمية في فرنسا، اسبانيا، وألمانيا، والسويد، وتركيا، واليونان. عضوة بيت الشعر بالمغرب، وعضو اتحاد الكتاب بالمغرب، ونائبة رئيس الجمعية الدولية للنقد الأدبي بفرنسا (AICL)، وعضو عدد من لجان التحكيم الأدبية، وعضو اللجنة الاستشارية لمهرجان فاس المتوسطي للكتاب. ترجمت روايتها « ليالي الحرير » للغة الإسبانية. وفي الشعر تُرجمت لها عدة مختارات شعرية؛ فترجمت كتب « زلة الرمل »، و »أفرد جناحي »، و »ندبة ضوء » إلى اللغة الأسبانية، وكتابي « أرق الملائكة »، و »بين طيات الموج » إلى اللغة الفرنسية، وترجم كتاب « توهج الليلك » إلى اللغة الإيطالية، وكتابي « قنديل الشاعر » و »حنين المطر » إلى اللغة التركية.