تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يقدّم نبذة عن أهم قضايا الجغرافيا بحكم الشحّ الكبير الذي يطبع هذا المجال، إذْ يصعب تكوين ثقافة عامة في غياب كتب تبسط مفاهيم الجغرافيا وتحدد أنواعها وتجلياتها. لذلك فإنّ الباحث بذل جهوداً كبيراً في عملية رصد الجغرافيا في علاقتها بالعلوم الاجتماعية عبر مسارات تطوّرهم.
يقول «إذا كانت الجغرافيا وباقي العلوم الاجتماعية قد مروا في تطورهم بعد مراحل، فإن أهم تحول عرفه هذا التخصص هو الانتقال من لتركيز على الوصف وضبط المواقع وقياس أبعاد الأرض، إلى المفهوم الجديد الذي تميز بالاهتمام بدراسة المجال كنتاج اجتماعي واقتصادي وثقافي، وتفسير العلاقات التفاعلية بين مختلف الظواهر والتركيز على الواقع المعيشي للفرد والجماعة. بل أن من خصائص ومميزات الجغرافيا الجديدة أنها أضحت تدرس العديد من الظواهر التي يمكن أن يعتبرها البعض تافهة، بينما هي ذات علاقة تفاعلية مع المجال».
ويرى اسبيرتو بأنّ هذا الأم حتّم عليه «الرؤية التجسيرية بين الجغرافيا وباقي العلوم الاجتماعية، الانفتاح على العديد من المواضيع في إطار نهج المقارنة والتوليف من المواضيع في إطار نهج المقارنة والتوليف والأجرأة الديداكتيكية وتوسيع هامش القراءة والاستفادة من طرق البحث والتفكير، خاصة من خلال الانفتاح على التجربة الاسبانية في العديد من المواضيع معتمداً على إلمامي باللغة والثقافية الاسبانيتين».
يضيف «ونظراً لاعتقادي الراسخ بالترابطات التي تجمع بين الجغرافيا وغيرها من العلوم، وخاصة العلوم الإنسانية والاجتماعية، لم ينحصر اهتمامنا في المساهمة في تحليل الظواهر ضمن تخصصات أخرى لكنها تتقاطع كذلك على مواضيع ضمن تخصصات أخرى لكنها تتقاطع مع دائرة اهتماماتي البحثية، سواء تعلق الأمر بالجانب التاريخي أو الاقتصادي».




