يأتي هذا العمل المسرحي ليُبلور تجربة جديدة بالنسبة لمريم الزعيمي لا كممثلة مسرحية وإنما كمخرجة تحاول أنْ تضفي جديداً على مهنتها ومسارها الفني. الحقيقة أن هذا العبور من التمثيل إلى الإخراج يعطي للفنان إمكانات كبيرة على مستوى التعبير خاصّة إذا كان الممثل يتوفّر على إمكانية على مستوى الكتابة، بما يجعله فنانا متكاملاً. مع العلم أنّ الكثير من الوجوه الفنية التي عبرت صوب الإخراج السينمائي لم تنجح في تحقيق أيّ جديد يُعوّل عليه من الناحية الفنّية. في هذا العمل الذي يشارك فيه كل من أمين ناسور وسارة مروك وذكرى بنويس وأشرف مسياح وعبد الفتاح عاشيق كمخرج مساعد، تسعى الزعيمي إلى القبض عن الواقع ومحاولة تعريته والكشف عن نتوءاته وما ينضح به من أهوال ومآزق وتصدّعات. بحيث تصبح العملية المسرحية وسيلة من وسائل إدانة الواقع ومختبراً فنياً للتفكير في الواقع انطلاقاً من العمل المسرحي.
تسعى الزعيمي في هذا العمل إلى تأكيد حضورها كمخرجة وقد نجحت بالفعل في إظهار قدراتها الفنية كوجه جديد متمكّن من العملية الإخراجية بعدما فازت بالجائزة الكبرى للدورة الرابعة والعشرين للمهرجان الوطني للمسرح في تطوان. ورغم ما حققته الزعيمي في المجال السينمائي، إلاّ أنها بقيت أمينة لشغفها الأوّل المتعلّق بالمسرح، عاملة على تجديد صنعتها والذهاب بها إلى أقصى الحدود.




