يأتي هذا الكتاب بعد مجموعة من الكتب التي كتبت عن مدينة طنجة وهي أعمال كثيرة بالعربية والفرنسية والانجليزية والألمانية ويصعب حصرها. وتختلف هذه الكتب باختلاف مرجعيات الباحثين والمجالات المعرفية التي ينطلقون منها لتفكيك عوالم مدينة طنجة. وتأخذ الأعمال الأدبيّة حيّزاً كبيراً داخل هذه الكتابة. ذلك إنّ العديد من الكتاب المغاربة والأجانب يعتبرون مدينة طنجة فضاء للتخييل والحلم أكثر من كونها مدينة تنتمي إلى الواقع. لهذا حظيت المدينة بعددٍ وفير من الكتابات الشعرية والقصصية والروائية أكثر م مدن أخرى مثل فاس ومراكش والدار البيضاء. سواء التي تدور في مُعظمها بمقاهي المدينة وأسواقها وحاناتها أو حتّى التي كانت المدينة السبب في إيقاظ شرارة التفكير والتخييل. كما هو الحال لعدد من كتابات محمد شكري وبول باولز وتينسي ويليامز وجان جنيه. إنّ فضاء طنجة ألهم العديد من الفنانين والموسيقيين والكتاب في العالم، بعدما جعلوا من المدينة أفقاً تخييلياً رحباً.
يقول الناشر عن هذا العمل الجديد بأن « الكتاب المغاربة يستعيدون فضاء طنجة ليحرروه مما طبعه به كتاب الغرب على مختلف الملل والنحل. و »طنجة، سيرة أنثى » من هذه الروايات وإن كانت الشخصية الرئيسية تتنقّل بين أكثر من فضاء أجنبي. طنجة أخت هوليوود الصغرى، أما ليل طنجة فحلبة، تنتصر فئة فيه وتنهزم فئات. يقول الكتاب: ما أن جلست حتى أشعلت سيجارة وبدت شيئاً لافتاً للانتباه، كائناً استثنائياً: امرأة ترتدي الجلباب واللثام وها هي تشعل السيجارة، تسحب نفساً عميقاً، تنفث الدخان غيمة غيمة سرعان ما تشكل دوائر. وبعد ربع ساعة قامت إلى الحلبة ورقصت بخفة مدهشة. كان منظرها مثيراً جداً وكان مرقص بورزالينو مملوءاً يومها عن آخر. اتجهت كل الأنظار نحونا إذ التحقنا بها ورقصت بين يدي حبها على موسيقى still loving you من أداء فرقة scorpions. سكرت يومها كاالعادة حتى لم أعد أذكر ولا أرى شيئاً. كنت أشرب حتى الغيبوبة ».