حسب بيان الناشر، فإنّ على الرغم من كون « الكتاب يظل ضائعاً في شتات ما يكتب، تائهاً بيد دروب لا يبدو أنها تتقاطع، فإن بإمكانه أنْ يرجع القهقرى كي يتبين الخيط الذي يربط فيما بين ما كتب، وربما قد يتضح له أنه يتبع، على رغمه، وربما عن غير وعي مباشر، مسالك تُخطّ له، ومسارات ترسمها انشغالات اللحظة التاريخية والمعرفية التي يتفاعل معها، وأنه لا يحيد عن مدار تدور حوله الحياة الفكرية، بحيث ينتهي به الأمر، بأن يعمل على خلق وحدات. هذا النوع من الوحدة التي تثوي خلف التشتت الظاهر، والتي قد يتبينها القارئ أكثر مما يقع عليها المؤلف وينويها هي التي قد تبرر لم الشتات واقتراح عناوين وهي التي تدفع القراء لأن يبتدعوا عناوين حتى لتلك الكتب التي تتخفى وراء عناوين تبدو محايدة. فكأن الكتب ما تفتأ تغير عناوينها بحسب القراءات ».
يقول الكاتب في مؤلفه الجديد « يهاجم جيل دولوز بعنف ساخر أولئك الذين يجعلون من الكتابة استعادة لذكرياتهم الشخصية. وهو يعتقد أنّ الكتابة ليست هي أن تحكي ذكرياتكَ وأسفاركَ ومغامراتكَ العاطفية وأمراضكَ وأحزانكَ وأحلامكَ وأوهامكَ. «أن تبالغ في الواقعية أو التخييل، فالأمران سِيّان: في الحالتَيْن كلتَيْهما، يتعلّق الأمر بحكاية بابا-ماما، والبنية الأوديبية التي نُسقِطها على الواقع، أو التي نستبطنها في الخيال. ففي نهاية المسار سيتعلّق الأمر بالبحث عن أب، كما في الحُلم، وذلك ضمن مفهوم عن الأدب يحيل إلى الطفولة. أكتبُ من أجل بابا-ماما ».
يضيف « لا علاقة للكتابة بما هو شخصي، بل إنّ لها علاقة بالحياة. لكنّ الحياة أمر يتعدّى الأشخاص، والانكباب على ما هو شخصي يحُول بين الكاتب وبين «أن يَرى». أنتَ تكتب لأنّ شيئاً من الحياة يمرّ عبركَ. ليست الكتابة قضية أرشيفات وتوثيق. وليست مهمّة الكاتب أن ينقّب في أرشيفه. فأن يقتصر الأديب على طفولته وذكرياته الشّخصية أمر لا يعني أحداً، بل قد لا تكون هناك جدوى من ورائه على الإطلاق. الكتابة شهادة للحياة ومن أجلها. ليست الكتابة تسجيلَ ذكريات، ولعلّها، بالأولى، تفجيرٌ لها وللّغة التي سُطّرت بها. إنّها أساساً نسيان ».