في المسرحية التي سبق عرضها ضمن «مهرجان المسرح العربي» خلال الدورة الثالثة عشر بالدارالبيضاء والذي نظمته «الهيئة العربية للمسرح» يحرص عبد الفتاح الهواس على تقديم فرجة مسرحية مختلفة تساير طبيعة التحولات الفنية والجمالية التي تطال المسرح المعاصر. إذْ يحرص صاحب «الليالي البيضاء» على النزوع صوب نفس تجديدي يُفجّر طاقات الجسد ويفتحه على تخوم لا مفكر فيها. ويحرص الهواس في مجمل مسرحياته على تقديم فرجة عالمة لا تسعى وراء الترفيه والابتذال، بقدر ما يحرص أنْ تكون الخشبة فضاءً للتفكير وطرح الأسئلة القلقة حول مصير الإنسان في هذا العالم. ومنذ بداياته المسرحية حرص عبد الفتاح أنْ يكون صوتاً مسرحياً مختلفاً بأفكاره ومواقفه، حريصاً على تقديم نصوص مسرحية تستفزّ الناس وتجذبهم وتدعوهم إلى التفكير.
يستلهم عبد المجيد الهواس عوالم الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني من خلال روايته « ما تبقى لكم » حيث عمل على نقل هذه الرواية إلى أفق مسرحي مختلف. وقد جاء اختيار هذه الرواية وأدب كنفاني عموماً، بحكم الدور الذي يلعبه ضمن أدب المقاومة وقدرته على تقديم صورة مختلفة للقضية الفلسطينية. يطغى على مسرحيات الهواس البُعد البصريّ الذي يجعلها تضرب في عمق الحداثة الفنّية، فكراً وإبداعاً وأسلوباً. خاصّة حيت يتعلق الأمر بنصّ كاتب كبير مثل غسان كنفاني وأسلوبه الواقعي في التخييل، بما يطرحه من أسئلة المقاومة والنضال في الحقبة المعاصرة، في وقتٍ تتراجع فيه قيم المثقف العضوي / الغرامشي داخل مجتمع مغربيّ مُتصدّع.