يحرص مسرح محمد الخامس من خلال هذه الحفل الفني التعريف بأحد الألوان الغنائية التراثية والمتمثلة في عيساوة، بوصفها من الفرق الفنية ذات النفس الصوفي. وهي تستند في مجملها على قصائد غنائية صوفية تؤديها الفرقة وفق أشكال مختلفة من الأداء بين الغناء والعزف على آلات موسيقيّة تقليدية. ورغم وفرة المهرجانات التي تعنى بالموسيقى التراثية والتعريف بموروثها الفني، ما يزال هذا اللون الفني يحتاج إلى الكثير من التعريف وإعادة توظيفه داخل التظاهرات الفنية وذلك لأن الاهتمام بالغناء العيساوي يدخل ضمن الاهتمام بالموروث الفني المغربي والإمكانات التي يحبل بها، بوصفه تراثاً غنياً يعطي للهوية الفنية المغربية بهجتها وأصالتها داخل المشد الغنائي العالمي.
تحرص مؤسسة مسرح محمد الخامس بين الفينة والأخرى على تقديم سهرات فنية تجمع بين الترفيه والالتزام، وعياً منها بضرورة المزج بين الأشكال الغنائية بحكم التنزّع الجماهيري الذي تحبل به المدينة والذي يساهم إلى حد كبير في نجاح هذه السهرات وإبراز خصوصية المغرب داخل المشهد الفني العربي، أمام التحولات التي باتت تعرفها الساحة الفنية في مجالات مختلفة لا تتصل فقط بالغناء أو الموسيقى. كما أنّ وجود المغرب على قائمة الدول العربية من حيث كونه ينظم أكبر عدد من المهرجانات الفنية يزيد من قوّة البلد وإمكاناته الفنية على مستوى المرافعة عن صورته أمام الآخر.




