ويعتبر صاحب مسرحية « علاش » من الوجوه المسرحية الجديدة التي تُساهم في صناعة وتغذية الساحة الفنية بالعديد من الأنشطة الفنية، سواء تعلّق الأمر بالعروض المسرحية أو بالتكوينات والورشات التي يُقدّمها كمُخرج في فنّ الأداء المسرحي داخل فرقة كواليس بالدارالبيضاء. لكنّ المُثير في تجربة عشيق، هو قُدرته على العيش وفق نفسٍ مُزدوجٍ بين الكتابة والسينوغرافيا والإخراج ثم التمثيل. وهذا الأمر، يستحقّ الانتباه، لكوننا داخل الساحة الفنّية نشهد تراجعاً في مسألة التكوين والتحصين العلمي، ما يجعل أغلب التجارب المسرحية هشّة ومُتصدّعة وتفتقر إلى الوعي الثقافي الذي يجعل خطابها المسرحي مُؤسّساً على معرفةٍ وتفكير.
بمناسبة مسرحية الجديدة «تخرشيش» كان لـle360 هذا الحوار مع المخرج عبد الفتاح عشيق الذي اعتبر أنّ فعل الكتابة يظلّ الأقرب إلى قلبه بسبب العزلة التي تُتيحها الكتابة، تجعل المؤلّف / المخرج يحلم بالمسار الفنّي والجماليّ الذي يقطعه النصّ ويرسم ملامحه وجماليّاته، قبل الصعوب فوق الركح وجعل الشخصيات تُسافر في أجسادها من أجل تقديم أدوارها.
هذا وتطرح «تخرشيش» قضايا وأسئلة تتّصل بالمرأة داخل مُحيطها الأسري وما يرتبط به من عنف واغتصاب وزنا المحارم. فيعمل عشيق من خلال هذه الموضوعات على نقد بنية مجتمعٍ بأكمله، إذْ يكشف المخرج عن هذه الظاهرة التي باتت أعقد من الماضي، عاملاً على تفكيكها داخل مَشاهد مسرحية، بقدر ما ترتبط ببلاغة الخيال، فإنّها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالواقع المغربي ونتوءاته.