وفي تصريحه الخاصّ لـle360 قال صاحب رواية « المغاربة » بأنّ الكتاب يتضمّن بوتريهاً طويلاً حول إدمون عمران المليح، وعياً منه بقيمة الرجل داخل الثقافة المغربية الحديثة والدور الذي لعبه في إرساء دعائم أدب مختلف ومغاير يعمل على إعطاء قيمة أكثر لمفاهيم التجربة والذاكرة في صياغة وإنتاج النصّ الأدبي. وعُرف المغربي اليهودي إدمون عمران المليح بين الأوساط الثقافية في كونه عاشقاً للحياة المغربية بكل تفاصيلها وخطوطها. ذلك إنّه كان يومياً يحتفي بطريقته الخاصّة في شرب الشاي بالطريقة المغربية لهذا نعثر داخل كتاباته على احتفاء كبير بالثقافة المغربية وتاريخها وذاكرتها. فهذا الكاتب المولود بمدينة آسفي والذي عاش مرحلة طويلة في الصويرة حيث كتب معظم إنتاجاته الأدبيّة الرفيعة، تشبّع بقوّة بالثقافة المحلية وحملها معها بقوّة في جسده وذاكرته وحاول عبر هذا الموروث الرمزيّ إنتاج خطاب أدبيّ يعتبره الفرنسيون مركّباً وله خصائصه ومميزاته من ناحية الكتابة والتخييل.
وإلى جانب بورتريه عبد الكريم الجويطي تضمّن الكتاب مقدمة خاصّة وضعها الشاعر والكاتب ووزير الثقافة السابق محمّد الأشعري، حاول فيها الحديث عن تجربة إدمون عمران وقيمته كمثقف وأديب وصحفي لم يعمل على التفريق في حياته بين الثقافة والنضال، بقدر ما جعلهما يأخذان مساراً واحداً على أساس أنّ الثقافة شكلٌ من أشكال النضال اليوميّ. هذا بالإضافة إلى فصل آخر خصّصه الجويطي لملف كان قد سلّمه له الراحل إدمون عمران المليح ذات ليلة ويضم مختارات لمجموعة من المقالات التي كُتبت عن عمران إدمون المليح والتي طالما اعتزّ بها وآمن بما تُضمره داخلها من قوّة من ناحية التفكير في كتاباته وقيمة ما تطرح من مفاهيم ومعارف ذات صلة بالمغرب.