ربورتاج: إحياء ذكرى المولد النبوي يجمع مريدي الزاوية التيجانية بفاس من إفريقيا والعالم

إحياء ذكرى المولد النبوي يجمع مريدي الزاوية التيجانية بفاس من إفريقيا والعالم

في 05/09/2025 على الساعة 10:45

فيديوأجواء روحانية غامرة تلك التي طبعت ليلة المولد النبوي بفاس، حيث تعالت أصوات المديح والابتهال، في مشهد احتفالي استثنائي جمع مريدين قدموا من شتى بقاع العالم لإحياء هذه المناسبة الدينية الكبرى التي تحتفظ بمكانة خاصة في قلوب أتباع الطريقة التي امتد إشعاعها الروحي أصقاع العالم.

ففي حضرة الأناشيد والأمداح النبوية، عاشت الزاوية التيجانية أجواء احتفالية مفعمة بالخشوع، تعكس عمق الروابط الروحية التي تربط المريدين بزاويتهم الأم، التي تأسست بفاس في القرن الثامن عشر على يد الشيخ أحمد التيجاني، لتتحول عبر الزمن إلى قبلة لأتباع الطريقة من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا.

وقد توافد المريدون على العاصمة العلمية من دول إفريقية أبرزها السنغال، نيجيريا، مالي، النيجر، وموريتانيا، إضافة إلى وفود من فرنسا، الولايات المتحدة وكندا، حيث أحيوا ليالي الذكر والدعاء والصلاة على النبي، في أجواء إيمانية عكست التعدد الثقافي واللغوي لأتباع الطريقة التيجانية، الذين يجمعهم الولاء الروحي نفسه.

وفي هذا السياق، التقت كاميرا le360 بعدد من المريدين المشاركين في الاحتفالات، من بينهم عبد الودود ماركاكاصا من دولة مالي، الذي أوضح أن قدومه إلى فاس لإحياء هذه الذكرى يأتي لزيارة روضة الشيخ التيجاني، معتبرا إياها القطب المختوم ووارث النور المحمدي، ومؤكدا: «نحن نؤمن به، ونحن من أحبابه». وأضاف أن الاحتفال بهذه المناسبة الدينية هو احتفال «برحمة المرسلين وشعور بالتضرع والخشوع لله عز وجل» .

وتطرق عبد الودود إلى طريقة الورد التي يتبعها تلامذة الشيخ التيجاني، موضحا أنها ثلاثية المراحل: اللازم، الوظيفة، والحيللة، وأضاف أن هذه الأوراد تمثل الطبقة التيجانية الأساسية، التي تجمع بين الذكر المستمر والروحانية العميقة، وتكرس تواصل المريدين مع تعاليم الشيخ التيجاني، وتعزز مكانة الزاوية كمركز إشعاع روحي يتجاوز حدود المغرب إلى مختلف أنحاء العالم.

وتجسدت تجربة عائشة وهي زائرة من السنغال، في احتفالية المولد النبوي داخل الزاوية التيجانية كفرصة للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف وسط أجواء روحانية استثنائية، ولفتت المتحدثة في تصريحها ل le360، إلى الاستقبال الحار والضيافة التي وجدتها منذ لحظة وصولها، معتبرة أن الأجواء داخل الزاوية كانت فريدة ولا يمكن وصفها، مليئة بالخشوع والسكينة الروحية التي تترك أثرا عميقا في النفس.

من جهته، أكد عبد العزيز أن زيارته للعاصمة الروحية، خلال هذا الشهر المبارك ويوم ميلاد النبي ﷺ، تمثل فرصة لتجديد العهد الروحي والتواصل مع إرث الزاوية التيجانية، وأوضح أن بالنسبة للزائرين من السنغال، تشكل زيارة الزاوية التيجانية بالمدينة العتيقة شرفا خاصا وركيزة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها عند القدوم إلى المغرب.

وشهدت الاحتفالات بالمناسبة كلمات لممثلي الزاوية الذين أبرزوا الرمزية الدينية والاجتماعية للمناسبة في تجديد قيم السلم والتسامح والتآزر التي تأسست عليها الطريقة، مسلطين الضوء على الدور التاريخي للزاوية التيجانية في إشعاع فاس كعاصمة روحية وملتقى للثقافات الإفريقية، فيما أكد عدد من المريدين أن حضورهم إلى المدينة يمثل لحظة استثنائية تجمعهم حول ذكرى مولد خير البرية في فضاء جامع يجمعهم ويعزز شعورهم بالانتماء والروحانية.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 05/09/2025 على الساعة 10:45