تأتي قيمة هذه الندوة في كون الجامعة الوطنية للأندية السينمائية لا تلخّص السينما في فعل المشاهدة، بقدر ما تراهن على الخطاب النقدي الذي يرافق الفنّ السابع. لذلك تحرص ضمن فعاليات الجامعة السينمائية على تخصيص فقرة يلتقي فيها مجموعة من النقاد من أجل تبادل النظر الجمالي في علاقة السينما بمضوع الهوية. ورغم أنّ الموضوع قديم من ناحية الاهتمام به، إلاّ أنّه حقيقة مازال يطرح جملة من الأسئلة العلمية حول تشكّل عنصر الهوية داخل السينما المغربيّة. فقد ساهم العديد من المخرجين السينمائيين المغاربة في التعامل مع الهوية لا باعتبارها عنصراً جمالياً داخل الصورة السينمائية وإنّما كقلق وجودي يدفعهم إلى التفكير في الوجود المغربي وطرح مزيد من الأسئلة حول مفهوم الهوية الذي طالما شغل الباحثين والمفكرين على اختلاف مشاربهم الفكرية والإبداعية منذ سبعينيات القرن العشرين.
في هذه الندوة التي يشارك فيها كل من هشام لعايدي وفريد بوجيدة ومحمد صولة ومصطفى لكليتي، سيقوم النقاد بتفكيك الهوية لا كما تبلورت داخل الأعمال الفكريّة وإنما داخل الفيلم المغربي من خلال استعراض جملة من الأفلام التي تناولت المفهوم وجعلت منه أفقاً بصرياً يعطي للمخرج إمكانات مذهلة في الموضوع للتخييل. ورغم أنّ موضوع الندوة العلمية يتناول علاقة السينما بالهوية، سيظّل من الضروري الاستناد على مجموعة من الكتابة الفكرية التصيلية التي كتبها جملة من المفكرين العرب حول مفهوم الهوية، وهي كتابات كثيرة تدفع المرء إلى الانتباه إلى جوهر المفهوم وما يمثله بالنسبة لبلدٍ له تاريخ طويل مثل المغرب.




