يُعدّ محمّد كنبيب أحد أشهر المؤرّخين المغاربة، ممّن تميّزت مؤلّفاتهم بإبدالات هامّة على مُستوى البحث التاريخي. ذلك إنّ قيمته تبدو كبيرة بالنظر إلى الجديد المعرفي الذي قدّمه في مجال البحث التاريخيّ. خاصّة فيما يتعلّق بتاريخ اليهود المغاربة. واستطاع صاحب كتاب «المحميون» عبر كتاباته العلمية التأثير في خصوصية البحث التاريخيّ، عبر منهج علمي دقيق يُساير تحوّلات المعرفة المعاصرة.
فمند صدور مؤلفاته العلمية المتعلقة باليهود والمحميون، أصبح محمد كنبيب من المؤّرخين الأكثر شهرة وقُدرة على الغوص في موضوعات وقضايا وإشكالات ذات صلة بتاريخ المغرب. قضايا وإنْ كان عدد من المؤّرخين تطرّق إليها لاحقاً على شكل دراسات ومؤلّفات تبق كتابات محمد كنبيب المعرفي بجرأتها من حيث المنهج التاريخيّ وقدرته عل الحفر عميقاً في تاريخ يهود المغرب.
تدخل هذه الندوة العلمية التي سيجرى تنظيمها يوم الخميس المقبل بـ«المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب» ضمن أجندة علمية تتضمّن العديد من الندوات المتعلقة بالبحث التاريخيّ. وتُتيح هذه الجلسات التي يحضرها عدد من الباحثين والمؤرخين، معرفة المكانة التي وصل إليها البحث في تاريخ المغرب.
وقد وقع اختيار اللجنة المنظّمة في الندوة الأولى لهذه الأجندة على اختيار محمّد كنبيب، المؤرّخ النبيل الوفي لصنعة المؤرّخ ومرجعياته الثقافية المتعدّدة. ويشغل كنبيب منصب مدير «المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب» بعدما تم تعيينه عام 2021، هذا إضافة إلى مناصب أخرى شغلها كأستاذ للتاريخ الراهن بجماعة محمّد الخامس وأيضاً كمُستشار ثقافي بسفارة المغرب في باريس.