تأتي قيمة هذا الموضوع في سياق سياسي محض أصبحت فيه ثيمة الهجرة تُشكّل أحد الموضوعات البارزة في المجال العام. ذلك إنّ المهرجان يجعل منها أفقاً للتفكير وقاطرة لطرح أسئلة قلقة حول الطريقة التي يتم بها تمثيل موضوع الهجرة والتعامل معه على أساس أنّه من الموضوعات القابلة للتخييل. ويأخذ الموضوع قيمته في علاقته بالراهن الذي تعيشه المنطقة المتوسطية، باعتبارها من القضايا الأساسية داخل هذه الثقافات.
ويلعب الفنّ دوراً أساسياً في القبض عن الهجرة ومحاولة تفكيكها من الداخل وفق عناصر فنّية مؤثّرة في النسيج الاجتماعي. ويعتبر المسرح أحد أبرز الألوان الفنية التعبيرية التي ساهمت في تشكيل صورة الهجرة والرفع من منسوب الاهتمام بها داخل الفضاء العمومي، إذْ يُتيح العمل الفنّي إمكانية فهم واستيعاب الموضوع مع التعبير عن بقوة وبطريقة تجعل الفنان يخترق الحدود والسياجات التي عادة ما تضعها المُحدّدات السياسيّة تجاه الموضوع.
أما اختيار خالد أمين، فيأتي بدرجةٍ أساس انطلاقاً من أهميته النقدية وقُدرته على تقديم أبحاث نوعية في مجال النقد المسرحي. ذلك إنّ مؤلفاته تتميّز بقوّة بحثية كبيرة ولها ما يُميّزها من ناحية التفكير والتأمّل.
وعلى مدار سنوات، حرص خالد أمين على تزويد الساحة الفنية بجملة من الدراسات النقدية التي تُتابع وتُعاين التجارب الإبداعية المسرحية وتسعى من خلال ما تقترحه من مشاهد وحوارات إلى التفكير في بعض من القضايا والإشكالات المرتبطة بالواقع المغربي وتحولاته.




