يتجلى هذا الصراع في ضبابية الخط الفاصل بين الإلهام الفني المشروع والسرقة الموسيقية، حيث يتم أحيانا استغلال التشابه الطبيعي بين الألحان الموسيقية لتوجيه اتهامات قد تكون غير دقيقة أو مبالغ فيها.
من أبرز الأمثلة على هذه الظاهرة، حذف أغنية سعد لمجرد «سلام» من يوتيوب، بعد اتهامات بالسرقة، حيث قام الفنان المغربي هشام التلمودي في أكتوبر 2018، بالتبليغ عن هذا العمل.
وكشف هذا الأخير، في تصريح سابق لـLe360، أن الجزء الذي يدمج فيه سعد بين أحواش والموسيقى العصرية يعود إليه، لأنه طرح الأغنية سنة 2015 عبر قناته على يوتيوب بعنوان «أكوال سوس».
وبعد عدة أيام من الحذف، توصل الطرفان إلى اتفاق، وأعادت إدارة يوتيوب عرض الكليب على منصتها.
وتم أيضا في وقت سابق حذف أغنية «وإلا بغيتي» التي جمعت نعمان بلعياشي وزينة الداودية، والتي تم إصدارها في يونيو 2023، بسبب « انتهاك حقوق الملكية ».
وكشف حينها مصدر مقرب من نعمان أن شخصا « غير مشهور » كان وراء حذف الأغنية من اليوتيوب، وأضاف: «حاول فريق الفنان نعمان بلعياشي أن يتواصل مع هذا الشخص، لحل المشكل، ليكشف أن سبب تبليغه بالكليب هو أن الأغنية تتضمن لعبارة «علاش يا دنيا علاش»، وهي جملة تم نسخها بشكل غير قانوني من أغنيته، مما يعتبر انتهاكا لحقوق الملكية».
وأخيرا كليب « طاوعت قلبك » للفنانة بلقيس، الذي تم إصداره قبل عدة أسابيع، وتم حذفه من اليوتيوب، بسبب تبليغ الفنان المغربي موس ماهر بالأغنية، بحجة سرقة الفنانة بلقيس للحن أغنيته «الغرام»، التي أصدرها قبل ثلاث سنوات بالتعاون مع المغني الجزائري رضى الطالياني.
هذه الحالات أثارت جدلا واسعا حول حقوق الملكية الفكرية في الموسيقى، وكيفية التمييز بين السرقة الفنية والتشابه الناتج عن تأثيرات موسيقية مشتركة.
في حديثه حول الفرق بين التشابه في الألحان والسرقة الموسيقية، أوضح الفنان المغربي نعمان لحلو النقاط الأساسية التي تميز بينهما وفقا للقوانين العالمية المتعلقة بحقوق المؤلف.
وأشار نعمان الحلو في تصريح لـle360 أن « القانون العالمي لحماية حقوق المؤلفين ينص على أن لكل فنان الحق في استخدام أربعة موازين موسيقية كحد أقصى، وهذا يسمى التقاء روحي. أما تجاوز هذا الحد فيعد سرقة موسيقية. »
وأضاف: « هذا التشريع ينطبق على الأعمال المسجلة في مكتب حقوق المؤلفين « .
وأشار لحلو إلى أن العديد من المشاكل التي ظهرت في الساحة الفنية المغربية، خلال السنوات الأخيرة نتجت عن عدم تسجيل الفنانين لأغانيهم في المكتب المغربي لحقوق المؤلفين.
كما علق على استعانة الفنانة بلقيس بالإيقاعات الشمالية في أغنيتها « طاوعك قلبك »، مؤكدا أن الإيقاعات يمكن استخدامها بحرية، بينما السرقة تتعلق بالألحان والتوزيعات الموسيقية.
وأضاف أن « تسجيل الأغنية في مكتب حقوق المؤلفين يضمن ملكيتها للفنان لمدة 70 عاما بعد وفاته، قبل أن تصبح ملكية عامة ».
وتطرق لحلو إلى معايير يوتيوب لحذف الأغاني بناء على التبليغات، حيث أشار إلى معاناته الشخصية من هذه الإجراءات.
وذكر أن هناك فنانا مغربيا يملك شركة إنتاج في فرنسا يستغل حسابه على يوتيوب للتبليغ عن أعماله. وأكد أنه يعتزم اتخاذ إجراءات قانونية ضد هذا الفنان.
وأضاف: « يوتيوب يتعامل مع التبليغات عبر نظام الروبوت، فعندما يحدث نزاع، يقوم الروبوت تلقائيا بحذف المحتوى حتى يتم حل المشكلة بين الأطراف المتنازعة. »
