تأتي قيمة هذه الدراسة في كون الحمداوي يركّز في كتابه على مفهوم الواقعية السحرية، باعتبارها عنصراً أسياسياً في كتابات ماركيز. إذْ على الرغم من الكتابات الكثيرة حول صاحب « مائة عام من العزلة » فإنّ عملية التركيز على مفهوم أدبي معيّن تساهم لا محالة في تقديم سردية نقدية مختلفة عن الكتابات الأخرى، خاصّة حين يكون الأمر متعلّقاً بكاتب طالما شغلت رواياته الناس وأثارت الكثير من الجدل، بحكم ما تقترحه من رؤى جديدة ومفاهيم مختلفة ذات صلة بالواقع المعاصر وتحوّلاته. من ثمّ، يعطي الكتاب قيمة معرفية لمفهوم الواقعية السحرية ويجعله مفهوماً مركزياً في بناء شرعية الدراسة من ناحية العلمية، خاصّة وأنّ الدراسات الأصيلة هي التي تكشف منذ بداية كتابتها عن المفاهيم والقضايا التي تطرحها على مستوى الكتابة والاشتغال.
يقول الحمداوي عن كتابه الجديد « في هذا الكتاب نهدف إلى إبراز بعض ملامح مدرسة الواقعية السرحية من خلال مجموعة مختارة ومتنوّعة من أعمال غابرييل ماركيز. وسنلتقط أجزاء من هذه الأعمال المختلفة التي تظهر الوجه العجائبي في أدبه، وسننقل للقارئ ومضات ممتعة تفيض بالجمال وسحر الواقع الذي رسمه هذا الكاتب الكبير ببراعة لا تضاهي. هي رحلة قصيرة ولكنّها عميقة، تستمد عمقها مما سنلتقطه من دلالات في مدرسة الواقعية السحرية التي تزخر بها إبداعات غابرييل غارسيا ماركيز في حوارات أجرت معه وفي بعض رواياته ومقالاته، وفي سيرة معمقة أنجزها حوله الناقد الإنجليزي جيرالد مارتن، التي تعتبر من المصادر الرئيسية لفهم إبداعات وحياة ماركيز الشخصية ».




