تأتي أهمية هذا الحفل الغنائي في كونه يجمع بين صوتين مختلفين من الجيل القديم والجديد. خاصّة وأنّ نجاة عتابو تعتبر من الأصوات المميزة داخل الساحة الغنائية التي استطاعت على مدار سنوات أنْ تجذب لها انتباه الجمهور، بحكم الإمكانات الجماليّة التي يحبل بها صوتها وقدرتها على أنْ تنحت لها أفقاً غنائياً مختلفاً عن باقي الأصوات. وإلى حدود اليوم تعتبر نجاة عتابو من الأصوات الرفيعة التي ما تزال تظلل بصوتها سيرة الغناء بالمغرب. إذْ على الرغم من مظاهر الترفيه التي باتت تطبع الساحة الغنائية، ما تزال عتابو محافظة على نسقها الغنائي المعهود وتحاول دائماً أن تحافظ على عملية تأصيله ومحاولة تبيئته مع ما تشهد الآلات الموسيقية من تحولات فنية.
يحرص مسرح محمد الخامس في برنامجه الثقافي الشهري على محاولة خلق بيئة ثقافية تمزج الفن بالثقافة، لكنّها تحاول في كل شهر أن تخلق برنامجاً مختلفاً يمزج بين الأنشطة التي لها طابع الالتزام والأخرى ذات النفس الترفيهي الجماهيري. على هذا الأساس، يعتبر الفضاء منارة كبيرة لساكنة المدينة، حيث يزودهم بعشرات الأنشطة الفنية التي تتأرجح بين الغناء والمسرح والسينما والموسيقى، وهي عناصر فنية ضرورية لإعادة تملك الواقع ومحاولة القضاء على التفاهة التي باتت تهدد حياتنا اليومية.
