ولتقريب متابعي Le360 من هذه المنطقة الغنية بتراثها ونقوشها الصخرية، انتقلنا إلى عين المكان حيث تتنوع النقوش بين رسومات الحيوانات على غرار الغزال والمها والجمال والإبل، بالإضافة إلى أشكال متعددة ومعقدة تظهر مشاهد لصيد الحيوانات وتجمعات بشرية استخدم خلالها الإنسان أدوات مستخرجة ومصنوعة من نفس الصخور أو تم جلبها من مناطق أخرى.
والتقى Le360 بالباحث الأكاديمي ورئيس جمعية ميران لحماية الآثار بالسمارة، حيث تحدّث عن العديد من الدراسات التي قام بها زملاؤه من الباحثين وعلماء الآثار، الذين توصلوا إلى أن المنطقة كانت مأهولة ومزدهرة في عصور قديمة جدا، بالإضافة إلى أنها كانت تحظى بمناخ مختلف تماما عن المناخ الحالي، وأنها كانت مليئة بالحيوانات البرية والمياه، مما يوحي بأن بيئتها كانت خصبة خلال تلك الحقب الغابرة.
وقد تحدث الباحث نفسه بإسهاب عن شتى المراحل الكرونولوجية لثقافات المجموعة البشرية التي تعاقبت على هذه المنطقة، بالنظر إلى وجود نقوش صخرية تعود لمرحلة ما قبل التصحر مثل آثار وحيد القرن وفرس النهر والتماسيح، اعتُبرت شاهدا على الخصوبة والرطوبة التي مرت بها هذه المنطقة، مشيرا إلى ما سمّاه بالمجموعة البقرية ونقوش أخرى أمازيغية وأخرى عربية إسلامية.
وبالنظر إلى أهمية هذا الموقع الأثري الذي يعتبر مفخرة للمملكة، فقد قامت وزارة الثقافة بتسجيل هذا الموقع سنة 2017، وذلك ببناء محافظة أثرية وحراسة دائمة هناك بعين المكان الذي يتواجد بالقرب من الحدود الشقيقة موريتانيا، بحسب تصريح أدلى به سيدي حمودي الفيلالي، المدير الجهوي للثقافة بالعيون، والذي تحدث عن تكثيف البعثات العلمية التي تقصده والقيام بدراسات أركيولوجية حول العديد من المعالم الجنائزية التي تختلف باختلاف القبائل التي مرت من هذا المكان منذ ما قبل التاريخ.