وأتيحت لجمهور محاميد الغزلان والسياح فرصة الاستمتاع بأغاني من التراث التقليدي الأمازيغي ومعزوفات من شمال إفريقيا أدتها فرقة «تاروا ن-تينيري» من مدينة ورزازات، ممزوجة بفن الجاز والريغي وغناوة والبلوز.
وإثر ذلك، اعتلت المنصة مجموعة «بابر باند» فأبهرت الحاضرين بمعزوفات صحراوية معاصرة أداها أفرادها الخمسة المنحدرين من حاضرة العيون.
واختتمت السهرة الفنية بعرض قدمه الفنان يونس البولماني، من مدينة أرفود، والذي ألهب حماس الحاضرين لما له من شعبية واسعة بالمنطقة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد مدير المهرجان، نور الدين بوكراب، أن هذه الدورة سلطت، على غرار الدورات السابقة، الضوء على تقاليد وأنشطة الرحل، التي تعتبر جزء لا يتجزأ من ثقافتهم، مبرزا أن الهدف كان «إسعاد آلاف الزوار من جميع أنحاء العالم واكتشاف تجربة أصيلة وغامرة في قلب ثقافة الصحراء».
وأضاف أنه بفضل جهود شباب هذه «البلدة الطيبة» تم تقديم هذه المنطقة الغنية بتاريخها وطبيعتها الصحراوية الأصيلة، مشيرا إلى أن الثقافة هي ثروة هذه المنطقة التي يجب الاستثمار فيها والمحافظة عليها، وإعادة إحيائها وتثمينها عبر البحث العلمي والتسويق الثقافي والعرض السياحي.
وسجل أن الدورة الحالية تميزت باستضافة عدد من الفنانين والموسيقيين الذين قدموا للجمهور برنامجا «غنيا ومتنوعا»، على غرار المطربة اللبنانية جاهدة وهبة، وفرقة «تاروا ن-تينيري»، ومجموعة «إفريقيا فيزيون» من السنغال وبوركينا فاسو وغانا، والفنان الشعبي يونس بولماني، وعدد من المواهب الأخرى.
وفي ما يخص العادات والتقاليد، لفت بوكراب إلى أن خبز الرمل أو «الملا» شكل أحد الأنشطة الرئيسية للمهرجان، حيث عمل «الرجال الزرق» على نقل معرفتهم ومهارة أجدادهم في تحضير هذا الخبز «المميز للغاية».
أما على المستوى الرياضي، يضيف المتحدث نفسه، فقد تم تنظيم سباق للهجن، ومباراة لهوكي الرمال.
وتابع بأن دورة هذه السنة احتفت أيضا بفن الحكي، حيث استمتع جمهور المهرجان بعروض حكواتية قدمتها شخصيات من فرنسا ومالي والمغرب، «سافروا بنا من خلال القصص والحكايات في فضاءات الصحراء».
وخلص مدير المهرجان الدولي للرحل إلى أن هذه التظاهرة أضحت فرصة لكل عشاق الصحراء والفن والرحل لشد الرحال لاكتشاف غنى المنطقة وتنوع مؤهلاتها وحسن ضيافة أهلها.
يشار إلى الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي للرحل، التي امتدت لثلاثة أيام، شكلت مناسبة للتعريف بالموروث الثقافي للرحل بمنطقة محاميد الغزلان.
