تأتي قيمة هذه الندوة العلمية في كونها تطرح موضوعاً بالغ الأهمية له علاقة بموضوع التكامل المعرفي بين الفلسفة والسوسيولوجيا، بحكم العلاقة العلمية التي تربط بينهما، رغم أنّ أوجه الاختلاف تظلّ كبيرة على مستوى المقاربة لبعض الموضوعات والمفاهيم. ذلك إنّ هذا التكامل بين التخصصات يعطي لفعل الكتابة بعداً مركباً ويجعلها تقدم معرفة متكاملة وأكثر وعياً بالواقع. لقد أدرك مجموعة من المفكرين والباحثين أنّ المقاربة الأحادية لا تنفع دائماً في تشريح المفاهيم ومقاربة القضايا، لذلك ذهب فريق كبير منهم إلى الاستفادة من علوم أخرى تساعدهم على تقديم إجابات على بعض الأسئلة المرتبط بالذات والواقع. إنّ الفلسفة باعتبارها نمطاً من الفكر المجرّد، تقوم على ابتداع المفاهيم والتفكير في ماهية القضايا والموضوعات، في حين تنفتح السوسيولوجيا على الواقع وتدرس علاقة الأفراد فيما بينهم داخل المجتمع الذي ينتمون إليه.
يدخل تكريم كل من إدريس كثير وأحمد شراك ضمن ثقافة الاعتراف داخل الجامعة، بحكم ما قدّموه على مستوى البحث العلمي من خلال كتب ودراسات علمية ذات صلة بالفلسفة وعلم الاجتماع. ويحرص المختبر من خلال هذه الندوة على استقراء حدود التقاطع والتلاقي بين الفلسفة وعلم الاجتماع من خلال مداخل معرفية متنوّعة بها تضيء مباحث أخرى وتدفع الباحث إلى استكشاف قضايا جديدة والبحث لها عن أجوبة قابلة هي بدروها للتفكير والنقاش.




