تأتي هذه الدورة باسم الشاعر الراحل محمد عنيبة الحمري، أحد أبرز الشعراء من جيل السبعينيات ممن فتحوا للقصيدة أفقاً جمالياً مغايراً. فالمهرجان يراهن على الشعر لا باعتباره جنساً أدبياً يخلق المتعة على مستوى القراءة، بقدر ما يمثل أفقاً دبلوماسياً بالنسبة للمغرب. فهذا الرهان على الثقافة، باعتبارها قاطرة لتجذير العلاقات الدولية، يعتبر أحد المكاسب بالنسبة للديبلوماسية المغربية الحريصة على تعزيز مكانتها مع البلدان الآخر. وقد أظهرت المهرجانات الفنية الغزيرة بالمغرب مدى عمق تاريخه الفني وقدرة الثقافة في أنْ تُصبح دعامة دبلوماسية قوية، خاصّة تجاه البلدان التي يجمعنا معها تاريخ مشترك مثل العديد من الدول الإفريقية التي باتت حاضرة في المشهد الثقافي المغربي في السنوات الأخيرة الماضية..
تشارك في هذا المهرجان العديد من الأسماء والتجارب من دول مختلفة وذلك من أجل تعزيز المشهد الأدبي المغربي وخلق نوع من المثاقفة التلقائية بين التجارب المغربية ونظيرتها الأجنبية، في إطار خلق تلاقح ثقافي بين هذه التجارب الشعرية. ولا شك أن الرهان على مفاهيم جديدة مثل الدبلوماسية يخلص المهرجانات الأدبيّة من تقليديتها ويجعلها تنفتح على مجمل التحولات التي باتت تطبع الثقافة المغربية على مستوى الاستفادة من هذا التراث الرمزي وإعادة توظيفه بطريقة حيوية تجعله آلية من آليات العمل الدبلوماسي المنفتح والمؤثر.




