يأتي هذا التنصيب انطلاقاً من المكانة التي يحتلها مارسيل في وجدان الموسيقى العربيّة، باعتباره أحد أقطاب هذه الموسيقى وعمودا تشيّد عليه الصناعة الموسيقية. فقد استطاع على مدار سنوات أنْ يجترح أفقاً موسيقياً مغايراً يحبل بالتجديد والتجدّد. خاصّة وأنه حرص دائماً على إنتاج نوع من الموسيقى الملتزمة بقضايا الناس وهمومهم ولم يسقط يوماً في قاع الابتذال الفنّي الذي يحوّل الموسيقى إلى وسيلة ترفيهية ترجّ الجسد وتجعله يتناغم مع دفق الإيقاع. وقد سبق لمارسيل خليفة أنْ كرّم في العديد من المحافل المغربية سواء داخل مؤسسات أو مهرجانات، وعياً من الجهات بقيمته ومكانته داخل الوجدان العربي.
تأتي قيمة هذا التكريم في كونه يعيد الاعتبار لمارسيل خليفة وإلى موسيقاه وريبرتواه الغنائي الذي طالما سحر به جماهيره في الوطن العربي. ورغم الحضور الدائم لمارسيل في المغرب من خلال إحياء حفلات وإلقاء دروس افتتاحية حول الفن، فإنّ هذا التكريم بالرباط له طعم خاص، لأنه يبلور بطريقة أصيلة فن الاعتراف بما يقدمه الفنانين الكبار من مشاريع فنية تخرج المجتمعات من الانحطاط الذي بات تتخبط فيه.
