تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يعالج موضوع اللغة العربيّة ويتتبّع مسارها داخل المدرسة، إذْ على الرغم من الكتابات الكثيرة الموجودة في مجال علوم التربية حول هذا الموضوع، إلاّ أنّه ما يزال يحتفظ ببريقه الفكري، خاصّة بعد سلسلة التحوّلات التي باتت تعرفها المدرسة العمومية بكل ما يتّصل بها على مستوى المنهاج واللغة وغيرها من العناصر التي تدخل ضمن مسار العملية التعليمية التعلمية. لذلك فإنّ الكتاب يزيد من تعميق السؤال حول الدرس اللغوي بالمدرسة ويرصد بعض الإشكالات التي تحول دون تحقيق هذا الأمر، دون أنْ ينسى أنْ يضع حلولاً لذلك.
يقول الكتاني «يأتي هذا الكتاب في سياقين اثنين ومتكاملين، يكمن السياق الأوّل في المراحل التي مر منها تدريس اللغة العربية في المنظومة التربوية المغربية منذ الاستقلال إلى مرحلة ما بعد الميثاق الوطني للتربية والتكوين. أما السياق الثاني، فيتجلى في إطار ما يُعرف باللسانيات التطبيقية التي تعني بقضايا تعليم اللغة وتعلّمها. على مستوى السياق الأوّل، إنّ الدراسات ذات الطابع التطبيقي التربوي، لا بد لها من إبراز معالم الإصلاحات البيداغوجية التي تعلّقت على مسار تدريس مادة اللغة العربية، وذلك قصد تحديد مواطن القوّة ومواطن الضعف في كل نموذج إصلاحي. وقد تبيّن في هذا السياق أن الغرض من تلك الإصلاحات على المستوى اللغوي تمثّل في الاهتمام باللغة العربية باعتبارها مكوناً من مكونات الهوية المغربية وتعزيز مكانتها ودورها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية».
