ندوة علمية بالدار البيضاء ترصد الآثار الجيو سياسية للغة العربية

المترجم المغربي محمّد الجرطي مُترجماً المفكّر الفرنسي بيير ماشيري

مكتبة

في 16/12/2024 على الساعة 07:30

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ينظم مختبر السيميائيات وتحليل الخطابات الأدبية والفنية بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء ندوة حول موضوع: « اللغة العربية من زاوية جيوسياسية » وذلك يوم الخميس 26 دجنبر 2024، بقاعة الندوات عبد الواحد خيري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك.

وحسب بيان الندوة، فإنّ « اللغة العربية هي من بين أغنى اللغات، وأكثرها أهمية في عالم اليوم، ويرجع ذلك إلى عدد المتحدثين بها وعدد من تربطهم بها علاقة ما (روحية او اقتصادية). ولذلك فقد تم طرحها للنقاش من زوايا مختلفة، كالتعليم والإدارة والإعلام والعلم والاقتصاد والعلوم الإنسانية. إلا أن البعد الجيو سياسي، وإن كان يشار إليه بشكل عابر وغير مباشر، يظل غائبا عن المناقشة العلمية العميقة ».

حسب نفس المصدر، فإنّ « جيوسياسة اللغة العربية هي الزاوية التي من خلالها يمكن دراسة اللغة في علاقتها بالجغرافيا والسياسة، ومحاولة معرفة مدى تأثير اللغة على العلاقات الدولية، وتشكيل الهويات الوطنية، كما أنها هي الزاوية التي تسمح لنا بمعرفة حدود النفوذ الثقافي والسياسي للغة ما، ومعرفة ما الذي تضمنه من مصالح أو تعجز عن ضمانه في علاقتها بلغة بعينها أو بلغات عدة ».

واضح إذن أن اللغة من هذه الزاوية، « ينظر إليها بوصفها سلاحا سياسيا، قد يساهم في بناء الهويات الوطنية وتقوية الروابط الاجتماعية، كما يمكن أن يستخدم بوصفه أداة لتقسيم المجتمعات وإضعافها. ولذلك فقد راهنت الدول الاستعمارية، في مرحلة هيمنتها على جغرافية بعض الدول الأخرى، على خلخلة النسيج اللغوي، ومصادمة مكوناته للتمكين للغتها على حساب اللغات الوطنية، والتي من بينها اللغة العربية. وهذه الاستراتيجية مازالت قائمة إلى اليوم، وإن كان ذلك اعتمادا على أساليب وتقنيات وأجندات تتوافق مع الظروف الراهنة ».

يضيف بلاغ الندوة بأنّ « دراسة اللغة العربية في علاقتها بالجيو سياسة، ليس الهدف منها فقط القيام بعملية توصيف للواقع من أجل فهمه، بل كذلك العمل على تجاوز الأزمات الناتجة عن السياسة اللغوية التي اعتمدت في مراحل سابقة، والتي ضمنت مصالح اللغة/اللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية الأم، وما نتج عن ذلك من فوارق اجتماعية وصراعات مفتعلة وتعثر لعجلة التنمية وإحساس بالدونية في العلاقة بالآخر، وغيرها من الأعطاب التي لا سبيل إلى التخلص منها إلا بالتفكيك والنقد، وتوقع المشكل قبل استوائه ورسوخه في أرض الواقع

أما فيما يخص مواضيع الندوة، فإنّ ترتكز بدرجةٍ أولى على تأثير العوامل الجيوسياسية على اللغة العربية والعولمة في علاقتها باللغة العربية. هذا إلى التحديات التي تواجه اللغة العربية في عالم متعدد الأقطاب ومدى تأثير الهجرات والنزوح على التوزيع الجغرافي للغة العربية. هذا بالإضافة إلى اللغة العربية واستراتيجيات مواجهة الهيمنة الفرنكوفونية، وصولاً إلى الإعلام ودوره في محاصرة أو نشر اللغة العربية.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 16/12/2024 على الساعة 07:30