يعتبر الفنان حجيب من الوجوه الفنية الكبيرة في هذا اللون الغنائي، بيث يعود له الفضل بشكل كبير في ذيوع وانتشار هذا اللون الفني داحل المغرب. وقد ساهم حجيب في تقديم أغانْ مختلفة تمتح عوالمها من فن العيطة، باعتباره شعراً شفاهياً يقدم للمستمع لحظات هامة من تاريخ المجتمع المغربي. ذلك إنّ العيطة ليست مجرّد غناء وإنما أصبحت اليوم وثيقة تاريخية هامّة تبرز بقوّة تاريخ المغربي وتكشف اللحظات الهامة في صراع المجتمع مع قواد الاستعمار، كما أن العيطة تحتفل في العديد من قصائدها بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية، بما يجعلها تصوّر بشكل دقيق اللحظات البارزة التي مرّ منها المجتمع المغربي.
يحرص مسرح محمد الخامس من خلال هذه اللقاء الغنائي الفريد إلى إعطاء قيمة كبيرة للفنون التراثية باعتبارها رأسمالا رمزياً بالنسبة للمغرب، لكنّه يحاول بين الفينة والأخرى إلى تسليط الضوء على التجارب الفنية المعاصرة، بما يجعل الفضاء يعيش نوعاً من التعدد الفني بين التجارب المخضرمة ونظيرتها الجديدة وفق مشروع فني يلملم أشلاء التجربة الفنية ويعمل على تأصيلها ومنحها حياة أخرى من خلال مسرحيات وأغانْ وعروض تحتفي بمجمل التحولات التي تطبع الفنون المعاصرة بالمغرب.




