وسيعرف المهرجان حضور العديد من الأسماء الثقافيّة من داخل القارّة الإفريقية، من أدباء وكتاب وفنانين ومفكّرين. وسيتضمّن المهرجان العديد من الأنشطة الثقافيّة التي تستحضر الثقافة الإفريقية وتعكس روحها وإمكاناتها الأدبيّة اللامحدودة. ويبدو المهرجان منذ دورته الأولى، وكأنّه يتجاوز كونه مجرّد مهرجان ثقافي يجمع بين كتاب إفريقيا، لكونه يلعب دوراً دبلوماسياً كبيراً في تقوية أواصر العلاقة بين المغرب وباقي الدول الإفريقية، انطلاقاً من العمل الثقافي. وتبدو هذه الخطوة ناجعة في تقديم صورةٍ مختلفة عن البلد وإظهار الزخم الثقافي والتنوّع الحضاري الذي تتميّز به إفريقيا.
وقد ألحّت إدارة المهرجان وبشكل قويّ أنْ يكون المهرجان فرصة للقاء بين الأدباء والفنانين التشكيليين. وهي المرّة الأولى التي يعمد فيها مهرجان ثقافي إلى توطيد الصلة بين الأدب والفن. إذْ رغم زخم العلاقة، إلاّ أنّها تجلياتها داخل الثقافة بعيدة من اهتمامات الأدباء والفنانين. وبالتالي، فإنّ استحضار العلاقة بين الأدب والفن داخل مهرجان ثقافي، يُشكل مدخلاً للتفكير في حداثة الثقافة الإفريقية المعاصرة.
يرى ماحي بينبين، رئيس مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي « يسعى مهرجان مراكش للكتاب الأفريقي إلى الاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين. باعتباره موجها لجميع الجماهير من كل الأعمار، سيكون المهرجان مفتوحا بشكل مجاني ولمدة أربعة أيام في جميع مواقع الاستقبال، بهدف تقريب الثقافة والفن من الشغوفين بها وممن كانوا يشعرون أنهم بعيدون عنها. وبتنظيمه تزامنا مع معرض الفن الأفريقي المعاصر، شريكنا في هذه التظاهرة، سيجمع هذا المهرجان في مدينة مراكش، كتابا أفارقة (روائيون، وفلاسفة، وكتاب، ومفكرون) وفنانين من جميع أنحاء القارة ومن جالياتها، ليقوموا بحكي أفريقيا الأمس، والحديث عن أفريقيا اليوم، والتفكير في أفريقيا الغد ».
أما يونس أجراي، المندوب العام للمهرجان، فيقول في بيان صحفي توصّل بهle360 « سننتقل في أرجاء المدينة عبر برنامج « خارج الجدران »، للقاء الجمهور الشاب وأولئك الذين يشعرون بالبعد عن الثقافة، من خلال تنظيم دروس « ماستر كلاس »، وورشات الكتابة، وفطور أدبي، ولأول مرة على الصعيد العالمي، مسابقة إملاء ضخمة، مفتوحة أمام الصغار والكبار، بثلاث لغات، وفي مكان أسطوري بمراكش. وسيشرفنا في هذه الدورة السيد جان-ماري غوستاف لو كليزيو، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، بقبوله أن يصبح رئيسا شرفيا للمهرجان. والعظيم عبد الله كوناتي يُبرز صداقته بتقديمه أحد إبداعاته للمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، ليجسد الهوية البصرية لهذه الدورة الثانية ».
جدير بالذكر أنّ مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي تأسس على يد كل من ماحي بينبين (كاتب وفنان تشكيلي)، وفاطماتا ساكنا (صحفية)، وحنان الصايدي (جامعية) ويونس أجراي (رائد ثقافي)، بينما تشرف على تنظيمه جمعية « نحن فن إفريقيا ». ويعد مهرجان مراكش للكتاب الأفريقي حدثًا وطنيًا بامتداد قاري وتأثير دولي، هو الأول من نوعه في المغرب. يتعلّق الأمر بمهرجان للمؤلفين، يجمع الكتاب والمفكرين والمثقفين من جميع أنحاء القارة، ومن بين مهاجريها وأحفادهم. ويتضمن برنامج هذا الحدث مقاه أدبية، ولقاءات، وتوقيعات كتب، ومكتبة متنقلة، بالإضافة إلى برمجة خاصة بالشباب، وأنشطة تعليمية، وفعاليات خارج الفضاءات المعتادة وفي الأوساط الجامعية والمدرسية، مما يجعل هذا الحدث فريدًا من نوعه.