تأتي قيمة هذا المعرض الاستعادي الذي يحمل عنوان « الطاهر بن جلون: من الكتابة إلى الصباغة » في كونه يفتح تجربة بن جلون على تخوم لا مفكر فيها. إذْ نادراً ما يطرق النقاد باب لوحاته الفنية، في وقتٍ تحظى به رواياته بقيمة كبيرة في تجارب الكتاب والنقاد. والحقيقة أن أعمال المعرض ستكشف بعمق مدى زخم تجربة بن جلون وقيمتها الجمالية في تطويع الذائقة الإبداعية وجعلها منفتحة على مناحي متعددة من سيرته. إنّ هذا التعدد يعطي لصاحب ليلة القدر » أفقاً مغايراً من ناحية التفكير، إذْ يجعله يقارب عوالم مقتطفة من سيرته ووجدانه والتعبير عنها بشكل تعبيري يجمع بين الكتابة الأدبيّة التخييلية وفضاءات اللوحة المسندية وجمالياتها. وهي بن جلون بقيمة هذا الشكل التعبيري، نابعٌ من قناعةٍ ذاتية حول قيمة الفن التشكيلي في تشكيل ملامح ذاتية، تعطي للمبدع إمكانات غنية على مستوى التعبير.
اختيار بن جلون للوحة لم يكُن صدفة، وإنّما راجعٌ بشكل أساس إلى إيمانه الكبير بقيمة الفن ودوره التحرري على مستوى الفكر. فما قد يتعذّر على بن جلون كتابته والتعبير عنه انطلاقاً من شخصياته وعوالمه، يجد له مبرراً على مستوى الصباغة. فاللوحة رغم إطارها الضيّق تعطي للمبدع حرية أكبر في القبض عن أشياء ذاتية يصعب على الكتابة أحياناً التعبير عنها بطلاقة، خاصّة إذا كانت تطرق بعض القضايا الحساسة المرتبط بالسياسة والاجتماع.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا