يعمل الدباغ من خلال فيلمه هذا، على استعراض لحظات أخيرة من حياة الكاتب الأمريكي الشهير بول باوولز الذي عاش سنوات طويلة في مدينة طنجة، حيث يباغثنا الدباغ بصور جديد حول هذا الكاتب يوثق من خلالها علاقته الشخصية معه وفي ماي زال يافعاً في عمر 19 سنة.
يستند الدباغ في فيلمه هذا على أرشيف شخصي به أعاد كتابة الفيلم بصرياً، حيث ينتج بطريقة ذكية مجموعة سردية بصرية حول بولز وأهميته وقيمته ومكانته الاعتبارية في تاريخ طنجة. غير أنّ النفاذ إلى جسد بول بولز، لا يمكن أنْ يسلم بمعزلٍ عن الحديث عن مدينة طنجة وظلالها على ذاتية الفنانين والكتاب والأدباء. لذلك، فإن الفيلم يعتبر وثيقة بصريّة هامة يروي من خلالها الدباغ بطريقة سحرية علاقته بالكاتب من خلال يوميات حياتية، لكنّه يكشف بخفّة عن العلاقات الإنسانية.
وحسب تقديم الفيلم «يعود كريم، أحد آخر الشباب الذين عرفوا بول بولز عن قرب، إلى طنجة ليتبع خطى الكاتب الأمريكي الشهير، من خلال مشاهد صُوّرت على شريط 16 ملم قبل خمسٍ وعشرين سنة، يُحيي ذكرى دائرة مغربية منسية تضمّ كلًّا من الكاتب الكبير محمد شكري، والراوي والفنان التشكيلي محمد المرابط، والتمسماني، سائق بول طيلة ثلاثين سنة، وبولعيش، الذي رافقه خلال عقده الأخير. جميعهم شاركوا بولز علاقةً إنسانيةً قريبة بطنجة في تسعينيات القرن الماضي. وبين الذكريات الجميلة، والغيبة، والغيرة، والأسرار، يظهر بول وجين بولز لأول مرة من منظورٍ مغربي، بعيدا عن الكليشيهات الاستشراقية».
جدير بالذكر أنّ كريم الدباغ «وُلد في مدينة طنجة. درس الأدب الإنجليزي في تطوان قبل أن يحصل على دبلوم في الإنتاج من أكاديمية بادن - فورتمبيرغ للسينما في لودفيغسبورغ بألمانيا. في سنة 2005، أسس شركة «قصبة فيلم» التي أصبحت اليوم من أبرز شركات الإنتاج في المغرب. يعمل كريم كمنتج ومنتجٍ تنفيذي، وهو ملتزم بعمق بتطوير الصناعة السينمائية المغربية والترويج لها على الصعيد الدولي. خلال مسيرته الحافلة، أنتج وشارك في إنتاج عددٍ من الأفلام القصيرة والطويلة التي تم اختيارها للمشاركة في مهرجانات سينمائية مرموقة حول العالم».



