رحيل المخرج داوود عبد السيد أشهر صنّاع السينما في مصر

في 27/12/2025 على الساعة 15:45

توفي، اليوم السبت، المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد، أحد أبرز أعلام السينما المصرية والعربية، عن عمر ناهز 78 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

ويعد الراحل من أعمدة السينما المصرية المعاصرة، حيث ولد في 23 نونبر 1946، وتخرج في المعهد العالي للسينما، قسم الإخراج. ورغم توجهه في بداياته نحو العمل الصحافي، فإن شغفه بالسينما قاده إلى الإخراج، ليصبح من الأسماء البارزة التي بصمت تاريخ الفن السابع عربيا.

ومن أبرز أعماله السينمائية فيلم « الكيت كات »، المصنف ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، إلى جانب أفلام « أرض الخوف »، و« رسائل البحر« ، و« مواطن ومخبر وحرامي« . وكان آخر أعماله فيلم « قدرات غير عادية » سنة 2015.

وتميزت أعمال داوود عبد السيد بطرحها قضايا إنسانية واجتماعية عميقة، ومعالجتها لأسئلة وجودية وأخلاقية، من خلال شخصيات واقعية وأجواء مستوحاة من الحياة اليومية، ما أكسبها مكانة خاصة في ذاكرة السينما العربية.

وفي سنة 2013، اختيرت ثلاثة من أفلامه، هي « الكيت كات » (1991)، و« أرض الخوف » (1999)، و« رسائل البحر » (2010)، ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي التي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي.

ويعتبر داود عبد السيد من صناع الفن السابع وأحد الوجوه البارزة في تاريخ السينما المصرية. ذلك إنّ أثره يبقى كبيراً في السينما المصرية من خلال أفلام من قبيل «الكيت كات» و«الصعاليك» و«أرض الأحلام» و«أرض الخوف» وغيرها من الأفلام التي جعلته شهيراً بالمغرب العربي. بل إن سيرته تظل ملهمة للكثير من السينمائيين العرب، ممن ذهبوا على نفس منواله الفني، تاركاً خلفه رصيدا كبيرا من الأفلام السينمائية التي جعلت منها أيقونة داخل السينما العربية. سيما وأن منجزه السينمائي كُتب عنه الكثير من المؤلفات، إيمانا من الباحثين والنقاد بقيمة سينماه ودورها البارز في تحديث السينما العربية وجعلها تخرج من طابع التقليد الذي طبعها خلال الستينيات.

واشتهر داود عبد السيد بأفلامه التي تنتقد كواليس السياسة وتنتقد المجتمع المصري وتعرّي مأساة الإنسان، حيث تدخل أفلامه في نقاش مع المجتمع وتولّد نقاشا حقيقياً بين الفنانين في مصر حول لاقة الفن بالمجتمع والتحولات التي طرأت على المثقف وما ينبغي أن يقدّمه من آراء ومواقف تجاه ما تعرفه مصر اليوم. وقد عُعرف عن صاحب «البحث عن سيد مرزوق» أنه من نخبة السينمائيين في مصر وواحدا من المرخجين ممن يتوفرون على رأي يقولونه في أفلامهم. على هذا الأساس، أخذت أفلام منعرجا فنياً مختلفاً حتى باتت أفلامه تصوف في كونها تدخل ضمن سينما الإلتزام.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 27/12/2025 على الساعة 15:45