ويحظى صاحب « لو كان يطيحو لحيوط » بشعبية كبيرة داخل السينما المغربية، لكونه واحداً ممّن وضعوا الفن السابع على جغرافية بصرية تميّزت بالتجديد، خاصّة داخل الفيلم الوثائقي الذي طالما تميّز به حكيم بلعباس وترك بصمة مميّزة في هذا النوع الفيلمي. واعتبر العديد من الكُتّاب والباحثين بأنّ تعيين صاحب « أشلاء » مديراً للمعهد، يُعتبر في حدّ ذاته خطوة ناجعة لتقديم تكوين سينمائي أصيل للطلبة والباحثين المسكونين بالصورة وعوالمها السينمائية المتخيّلة. خصوصاً في وقتٍ باتت فيه السينما المغربية تُحقّق قفزة نوعية داخل عدد من المهرجانات العالمية وفق مسار تحديثي يستحضر الواقع بمُختلف تحوّلاته ورؤاه.
وقد حظي فيلمه الأخير « لو كان يطيحو لحيوط » بالعديد من الجوائز العالمية، بسبب كثافة صُوَره وقُدرته على تحرير الصورة من تجريديتها، وجعلها تُلامس بعضاً من الواقع وتُعيد الاشتغال عليه داخل صورة مُتحرّكة. إنّ الفيلم عند حكيم بلعباس عبارة عن شبكة من الصُوَر المترابطة ذات الامتداد البصري الضارب في ذاكرة المخرج وعلاقاته اليومية. فصُوَره تُمارس سحراً على المُشاهد وتدفعه بشكلٍ تلقائي إلى طرح أسئلة حارقة حول الواقع والذاكرة والتاريخ.