تشييع جثمان الفنان محمد حميدي: وداع مؤثر لرمز من رموز الفن التشكيلي المعاصر بالمغرب

تشييع جثمان الفنان التشكيلي المغربي محمد حميدي بمقبرة الرحمة بالدار البيضاء (7 أكتوبر 2025)

في 07/10/2025 على الساعة 21:00

فيديورحل الفنان التشكيلي المغربي محمد حميدي، أحد أبرز الوجوه في مشهد الفن المعاصر بالمغرب، فجر يوم الاثنين 6 أكتوبر، بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الدار البيضاء. وفي جنازته التي أقيمت بعد صلاة العصر يوم الثلاثاء 7 أكتوبر بمقبرة الرحمة، اجتمع أفراد عائلته وأصدقاؤه وعدد من الفنانين لتوديعه في لحظة مؤثرة غلبت عليها مشاعر الحزن والحنين.

خلال مراسم الدفن، عبّر المقربون من الراحل عن عمق تأثرهم بفقدانه. وقال شقيقه عبد الله حميدي وهو يغالب تأثره: «كان إنسانا طيبا، حاضرا دائما. كنا قريبين جدا، لا نفترق أبدا. كنا نتحدث عن كل شيء، عن الجدية والهزل على السواء.»

أما ابنه كريم، الذي قدم من الولايات المتحدة لحضور الجنازة، فقد تحدث عن والده بحب وامتنان قائلا: «كان أبا حنونا ومنصتا. كان يحب رؤية الناس مبتسمين، يتمتع بروح الدعابة وبنظرة دقيقة للأشياء. كانت له هيبة ممزوجة بالكثير من الحب. ما زلت تحت وقع الصدمة. لقد قدم الكثير للمغرب، وآمل أن يسير الشباب على خطاه.»

ومن بين الفنانين الذين حضروا التشييع، استعاد الفنان عبد الله حريري ذكريات تعاونه مع الراحل قائلا: «كان من رواد مدرسة الدار البيضاء، إلى جانب شبعان وملوحي وبلقاهية. عرفته منذ ستينيات القرن الماضي. رحم الله محمد حميدي وأسكنه فسيح جناته.»

أما الفنان التشكيلي محمد الأعرج، فقد أشار إلى علاقاته المتينة مع أبناء جيله: «رغم شخصيته القوية، كانت تربطه علاقات طيبة بعدد من الفنانين. كان قريبا جدا من فريد بلقاهية، وتعاونا معا في أعمال كثيرة.»

وفي السياق نفسه، وصف الفنان والقيّم الفني يوسف دويب الراحل بأنه «كان منفتحا وسخيا، خاصة مع الفنانين الشباب. تعرفت إليه في معرض غاليري 38 خلال المعرض الاستعادي المخصص له. تأثرت كثيرا بأعماله من سبعينيات القرن الماضي لما حملته من جرأة وحداثة فنية، فقد تجرأ على ما لم يجرؤ عليه كثيرون.»

برحيل محمد حميدي، يفقد المغرب أحد أعمدته في الفن التشكيلي الحديث، لكنه يترك خلفه إرثا إبداعيا غنيا سيظل نابضا بالحياة في ذاكرة الفن المغربي وأجياله المتعاقبة.

تحرير من طرف قدس شبعة و عبد الرحيم الطاهيري
في 07/10/2025 على الساعة 21:00