خلال مراسم الدفن، عبّر المقربون من الراحل عن عمق تأثرهم بفقدانه. وقال شقيقه عبد الله حميدي وهو يغالب تأثره: «كان إنسانا طيبا، حاضرا دائما. كنا قريبين جدا، لا نفترق أبدا. كنا نتحدث عن كل شيء، عن الجدية والهزل على السواء.»
أما ابنه كريم، الذي قدم من الولايات المتحدة لحضور الجنازة، فقد تحدث عن والده بحب وامتنان قائلا: «كان أبا حنونا ومنصتا. كان يحب رؤية الناس مبتسمين، يتمتع بروح الدعابة وبنظرة دقيقة للأشياء. كانت له هيبة ممزوجة بالكثير من الحب. ما زلت تحت وقع الصدمة. لقد قدم الكثير للمغرب، وآمل أن يسير الشباب على خطاه.»
ومن بين الفنانين الذين حضروا التشييع، استعاد الفنان عبد الله حريري ذكريات تعاونه مع الراحل قائلا: «كان من رواد مدرسة الدار البيضاء، إلى جانب شبعان وملوحي وبلقاهية. عرفته منذ ستينيات القرن الماضي. رحم الله محمد حميدي وأسكنه فسيح جناته.»
أما الفنان التشكيلي محمد الأعرج، فقد أشار إلى علاقاته المتينة مع أبناء جيله: «رغم شخصيته القوية، كانت تربطه علاقات طيبة بعدد من الفنانين. كان قريبا جدا من فريد بلقاهية، وتعاونا معا في أعمال كثيرة.»
وفي السياق نفسه، وصف الفنان والقيّم الفني يوسف دويب الراحل بأنه «كان منفتحا وسخيا، خاصة مع الفنانين الشباب. تعرفت إليه في معرض غاليري 38 خلال المعرض الاستعادي المخصص له. تأثرت كثيرا بأعماله من سبعينيات القرن الماضي لما حملته من جرأة وحداثة فنية، فقد تجرأ على ما لم يجرؤ عليه كثيرون.»
برحيل محمد حميدي، يفقد المغرب أحد أعمدته في الفن التشكيلي الحديث، لكنه يترك خلفه إرثا إبداعيا غنيا سيظل نابضا بالحياة في ذاكرة الفن المغربي وأجياله المتعاقبة.



