تأتي قيمة هذا الفيلم الذي حصل على تتويجات كبيرة هذه السنة، إذْ يعد تقريباً في طليعة الأفلام التي حصلت على أكبر عدد من الجوائز، بعدما فاز في إحدى دورات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة بأكثر من جائزة، بحكم الإمكانات الفنّية والجمالية التي يحبل بها الفيلم وقدرته على خلق مناخات سينمائية مغايرة تعطي للمشاهدة خلق مساحات كبيرة من مفهوم التأويل الذي يعتبر عتبة أولى في إعطاء المَشاهد والصور حياة جديدة في ذهنية.
ويعتبر هذا الفيلم مختلفاً بشكل أقوى عن باقي الأفلام الأخرى عند عادل الفاضلي، بحكم أنه اعتمد فيه على مادة سينمائية، تجد بعضاً من ملامحها الفكرية خلال مرحلة تاريخية من تاريخ المغرب المعاصر، بحكم حساسيتها وقدرتها على خلق أثر واضح في بنية هذه الثقافة وذاكرتها.
وفي حوار سابق له مع le360 يقول الفاضلي بأنّ فيلمه يتناول حقبة مهمة من تاريخ المغرب المعاصر، يتعلّق الأمر بفترة «سنوات الرصاص» باعتبارها تشكل مرحلة قاهرة وقاتمة في تاريخ البلد. مع العلم أنّه صوّرها في الفيلم بألوان باهية ومُبهجة على مستوى الضوء والإكسيسوار لدرجةٍ تصبح فيها الصورة غنية بالعلامات.
وهذا الأمر أعطى للفيلم قيمة فنية كبيرة من الناحية الجماليّة، لأنّه فيلمٌ لا يعمل وفق آلية سياسية إيديولوجية، بقدر ما يحرص على اللعب بالكاميرا وجماليات الألوان وتحرير الجسد على مُستوى الكتابة، فجاء العمل مُكتملاً ومُبهجاً من ناحية الصورة والأداء.
