على مدار سنوات، استطاعت حورية الخمليشي أنْ تحجز لها مكانة مميّزة داخل النقد الأدبي الذي يُعنى بالشعر، بحيث أنّ كتاباته الغزيرة من ناحية الكم والمُذهلة من حيث النوعية تتميز دائماً بالتجديد والقُدرة على اختراق مكبوث الشعر العربي ومحاولة القبض عن لحظات مشرقة في تاريخ هذا الجنس الأدبي. هذا بالإضافة إلى إمكاناتها التحليلية في استشكال قضايا وإشكالات مرتبطة بالتعبير الشعري.
وحرصت الخمليشي في مجمل كتاباتها على استلهامها لمناهج العلوم الإنسانية وذلك من أجل إضاءة معالم الأعمال الشعرية وإشكالاتها. وتتميّز كتابات الخمليشي بنوع من الكتابة النقدية العالمة التي تضع مجموعة من الحدود والسياجات بين مع نظيرتها العاشقة. ذلك إنّ أغلب مؤلّفاتها متينة التصوّر ولها ما يُميّزها من الناحية لأنّها تقوم على نسق علمي يجعل شكل الكتابة قريباً من النظريات والأفكار والمفاهيم وليس كتابة نقدية وجدانية تتلمّس سطح التجارب الشعرية ومسالكها التخييلية.
ينضاف كتابها الشعري الجديد إلى سلسلة من المؤلّفات الشعرية الجديدة التي أصدرتها الخمليشي. وهي في مجملها كتابة شعرية تراهن على الشرط الجمالي بوصفها عنصراً فنياً وملاذاً حقيقياً للقصيدة المعاصرة. وتسعى الباحثة في كتاباتها الشعرية على توسيع أفق الكتابة والانتقال بعملية التفكير من التفكير النقدي التحليلي المباشر للأعمال الشعرية صوب تفكير آخر مجرّد يُدقّق في تفاصيل الحياة اليوميّة ووقائعها.
