في هذا اللقاء الذي يقدّمه مصطفى أقلعي ناصر، يستعرض جمال السويسي أهم مضامين كتابه الجديد باللغة الفرنسية حول بدايات المسرح المغربي، خاصّة وأنّ الكتاب يعتبراً كتاباً نوعياً وذلك بحكم أنّ منطلقاته علمية تحفر عميقاً في سياق تاريخي مضطرب تميّز بالاستعمار. تأتي قيمة هذا الكتاب أنه يقدّم مادة علمية قد لا يعثر عليها الباحث داخل الدراسات المسرحية المشغولة بنوع من النقد المُعاين للمسرحيات المعاصرة المُستند أرضية غالباً ما تجد ملامحها في الوصف الأدبي. في حين يُقدّم هذا الكتاب مادة علمية تد صداها في المعرفة التاريخيّة المؤسسة على حقائق نابعة من التربة المغربية وما شهدته خلال هذه الفترة من أشكل تعبيرية مختلفة.
تحرص مثل هذه اللقاءات على أخذ القارئ صوب عوالم مختلفة تنأى بنفسها عن المعارف الموجودة. فعلى مدار سنوات ظلّ البحث التاريخي في شقّه المُتعلّق بالفنّ بمنأى عن الاهتمام من لدن نقاد وباحثين ومؤرّخين، مما انعكس سلباً على تاريخ الثقافة المغربية، حيث لا نتعرّف على بدايات بعض الأشكال التعبيرية مثل المسرح مثلاً وما لعبه هذا القالب الفنّي من دور فعّال خلال مرحلة تاريخيّة جريحة مرّت منها البلاد. والحق أنّ صدور دراسة نقدية تحفر مجراها عميقاً في الذاكرة المسرحية إبان عهد الحماية يعطي القارء فسحة من التأمّل لخلق نوع ن الطباق بين ما كان عليه المسرح سابقاً وما عليه اليوم أمام بروز مفاهيم معاصرة تفتح للفرجة المسرحية أفقاً مغايراً على مستوى الفضاء والكتابة والتخييل.




