فقد فازت الممثلة مريم البوعزاوي بجائزة أفضل دور نسائي عن دورها في فيلم «صمت الكمنجات» بالمهرجان الوطني للفيلم، ثم فاز الفيلم بجائزتين بمهرجان الشاشة السوداء بالكاميرون، الأولى عن أفضل موسيقى تصويرية والثانية عن أفضل دور رجالي والذي حاز عليه الممثل عز العرب الكغاط. وقد حظي الفيلم قبل ذلك بالعديد من الجوائز السينمائية التي تزيد من أهمية الفيلم ونوعيته وأصالته لكونه يعالج بعضاً من القضايا اللامفكّر فيها داخل الصناعة السينمائية. إذْ نادراً ما نعثر على أفلام تعالج الواقع الموسيقي في البلد عبر حكاية مذهلة تنطلق من الماضي وتحاول أنْ تشتبك وتتماهى مع الحاضر. إنّ الفيلم وإنْ كان يبدو أنه يحاكي نمطاً ثقافياً يغوص في بعضٍ من الثنائيات الفكريّة، إلاّ أنّه يُسلطّ الضوء على قضية مركزيّة في المعالجة السينمائية والمرتكزة على أسلوب سينمائي لا يحاكي الواقع، وإنّما يُفكّر فيه بداية ويسعى جاهداً إلى تعريته والكشف مآزقه وتصدّعاته.
يختل سعد الشرايبي مكانة مميّزة داخل السينما المغربية. ذلك إنّ أفلامه تتمتّع بتلقي كبير وبوهج كثير عند النقاد والجمهور. ورغم أنّ فيلمه الجديد هذا يختلف بشكلٍ كلّي عن أفلامه الأخرى، إلاّ أنّ أسلوب الشرايبي يبق واضحاً على مستوى الصورة وقدرته على البقاء في إطار السينما المُلتزمة بقضايا الناس وهمومهم. ويعتبر ذلك أحد أبرز العناصر التي تطبع سينما سعد الشرايبي وتجعلها تبحث لنفسها دائماً عن موضوعات جديدة بها يتماهى الشرايبي معها ومع الزمن الذي يعيش فيه.