مصطفى الحسناوي يفكك الأنساق السرديّة في تجربة أنيس الرافعي

في 28/12/2025 على الساعة 09:45

أصدر الكاتب مصطفى الحسناوي كتابه الجديد بعنوان «صناع الماكينات السردية: هوامش حول أنيس الرافعي» ضمن منشورات دار خطوط وظلال وروائع الكتب للنشر والتوزيع، وهو عبارة عن دراسة نقدية يعمل من خلالها الحسناوي على تفكيك التجربة القصصية عند أنيس الرافعي وفهم المنطلقات الجمالية التي تؤسس مسارها الإبداعي.

يأتي هذا الكتاب في سياق ما تعرفه تجربة الرافعي من تحوّلات جمالية مذهلة أكثر انفتاحاً على التجريب، فهو من كتاب القصّة الذين أعادوا الاعتبار لهذا الجنس الأدبي المهمّش وعملوا على تجديده وتأصيله عبر فتح منافذ ضوءٍ جديدة يحتمي بها. وحرص الفائزة بجائزة «الملتقى للقصّة القصيرة العربية« على أنْ تكون عوالم قصصه لا تشبه أيّ أحد من المبدعين الرواد، فلا غرابة أنْ يكون الرافعي اليوم، باعتباره من التجارب الجديدة داخل جغرافيات الأدب المغربي الأكثر حرصاً على على تجديد هذا اللون الأدبي ومحاولة جعله مختبراً آسراً للتفكير والتأمّل والحلم.

يقو الحسناوي عن كتابه «لا يكتب أنيس الرافعي القصة القصيرة بل يصنع إبداعياً ممكنات السرد، ما يمكن أن يكونه/ أن يصيره السرد كل مرّة، في كل سياق للكتابة وبين دفتي كل كتاب على حدة. لذا، نراه يصنع ماكينة سردية ليتركها وينشغل بصنع أخرى، كما لو أن الأمر يتعلق بلعب طفولي خبره عميقاً كاتب وفيلسوف آخر هو والتر بنيامين الذي كان مولعاً بجمع التحف والدمى والتماثيل المعدنية الصغيرة للجنود وغيرها، وكتب عن ذلك كما كتب سرديات أليغورية على طريقة كافا».

من هنا يبدو للحسناوي أن الرافعي «وماكيناته السردية مجرة قائمة بذاتها، من يدري فقد تكون انخرطت دون أن ندري في حوار مع الأليان أو مخلوقات الأشواق الطارة التي كتب عنها شامان سردي آخر هو الراحل العظيم إدوارد الخراط. لو شئنا البحث عن سلالة إليها قد ينتمي اشتغال أنيس الرافعي، لعثرنا عليها عند خوليو كورتازار، إيطالو كالفينو، كارلوس زافون، رايمون كارفر، وآخرين مم جعلوا التخييل خاضعاً تماماً لاشتغال السرد في ماديته اللغوية الشكلية، النصية لا خارجها».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 28/12/2025 على الساعة 09:45