تأتي أهمية هذا الكتاب في كونه يعطي قيمة للكتابات المونوغرافية ويجعلها تأخذ حيّزاً كبيراً داخل مجال الكتابة التاريخيّة. وذلك بحكم الدور الكبير الذي تلعبه هذه الكتابة في تجاوز البعد المركزي في كتابة تاريخ المغرب، صوب الاهتمام بالتاريخ المحلي للمدن والهوامش. على هذا الأساس، فإنّ مثل هذه الكتابات تعطي للبحث التاريخي نفحة تجديدية، تجعله ينفتح على قضايا جديدة على ستوى كتابة تاريخ المغرب وإبراز ما تحبل به بعض المدن الصغيرة من تاريخ وتراث. فقد استطاع مجموعة من الباحثين كتابة مونوغرافيات حول بعض القبائل، بما جعلهم يخترقون مفهوم المركز ويبنون أفقاً جديداً للبحث التاريخي. ولعبت هذه الكتابات دوراً بارزاً في تشييد بحث تاريخي منفلت من قبل التاريخ الرسمي وقادر على اتوغّل في حياة المدة وناسها من أجل بلورة تصوّر جديد للكتابة التاريخيّة.
نقرأ في الكتاب « فتحت تجربة البحث المونوغرافي الذي ظهر خلال القرن الماضي، آفاقا رحبة أمام الكتابة المونوغرافية المغربية على مستوى المنهج والموضوع، في محاولة للتجديد وتجاوز المونوغرافية التقليدية المرتبطة بتسجيل الأبحاث الفريدة الخاصة بالحياة السياسية والروحية، إلى البحث في وصف نشاط الإنسان وأشكال إنتاجه والبنية الاجتماعية والذهنبية، متأثرين بذلك بما شهدته التجربة الأوروبية من تجديدات وتحولات ونقاشات ».




