إنّ اختيار إدريس اشويكة نابع من المكانة التي يمثلها المخرج في وجدان السينما المغربية، باعتباره ن الأسماء النيّرة التي تحرص في كلّ جديد سينمائي لها على تقديم مجموعة من الأفكار المختلفة داخل فيلم سينمائي، بقدرما يظلّ مشدوداً تجاه الواقع، فإنّ يرنو إلى الخيال. وقد حرص اشويكة في مجمل أفلامه على التماهي مع الواقع وجعله سنداً بصرياً حقيقياً له، بحيث يغدو الواقع بمثابة أفق بصري يعطي للمخرج إمكانات مذهلة لبناء قصصه وحكاياته وفق آلية بصرية تمزج الواقع بالتخييل.
يحكي الفيلم قصة «هنيّة تحلم بالهجرة مثل شقيقها، إلا أنها تكتفي بجمع الطحالب كلما حل موسمها. يشكل جمع الطحالب، إلى جانب الصيد البحري، الاقتصاد المعيشي للقرية الساحلية المغربية، حيث انتقلت هنية مع زوجها مصطفى الغواص المتمرّس للعيش فيها. يختفي مصطفى في ظروف غامضة، فلا تجد هنية بدا من مواجهة أخيه المعطي، الذي يستحوذ على القاربين الموروثين له ولأخيه، رافضا منح هنية حقها، تحت ذريعة عدم التأكد من الاختفاء النهائي لمصطفى. تؤمن غْظيفة، أم مصطفى والمعطي، بعودة ابنها مصطفى، فتشرع في نسج زربية تهديها له عند عودته. عكس ذلك تر ُفض هنيّة الانصياع للتقاليد وتعمل على فرض ذاتها كراعيّة لأسرتها».




