تأتي أهمية هذا الكتاب في كونه يتناول الخطاب الديني من جانب الروحي، حيث يكشف مدى تطبيقات هذا الجانب الروحي داخل الحياة العامة. فهذه الكتابات تتيح للقارئ الانخراط في سلسلة قضايا وإشكالات باتت تطبع الخطاب الديني داخل الفضاء العام، بل إنها تجعله يدخل في نقاش حقيقي حول ماهية الدين وما يحققه من أمن روحي في حياة البشر. وبالتالي، فإنّ هذه الدراسات تعيد الاعتبار للموضوع وتجعل الباحثين يتحدثون ويعطون رأيهم في سلسلة من القضايا ذات الصلة بالموضوع، بعيداً عن باقي الخطابات الأخرى. ويقدم هذا الكتاب الذي أِرف عليه كل من علال الزهواني وقدّمه كمال القصير ونسّقته فاطمة الزهراء السباعي، نموذجاً عاما عن الأمن الروحي عن المغاربة والمكانة التي يشغلها.
نقرأ في الكتاب «التدين المغربي له صيغة عالمية بسبب وجود المغاربة في كل العالم، وهنا لا بد من التساؤل عن مدى كفاية الإطار المذهب الأشعري أو الصوفي الروحي في بيئة خاضعة لمقتضيات قيم ما بعد الحداثة والعولمة. إن الصيغة التقليدية تواجه صعوبات عديدة، فهي بحاجة إلى التغذية بالمفاهيم المساعدة على المقاومة. والمشكلة هناك لا يحلها كونك أشعرياً أو مالكيا أو متصوفا، إنما تحلها درجة وعيك الثقافي بالقيم العالمية ومدى قدرتك على تجاوز معضلات الحريات ومنظومة التفكير المادي».




