يحرص الباحث في هذه المحاضرة إلى إبراز الدور الكبير الذي تقوم به السوسيولوجيا من أجل متابعة التحولات السوسيورقمية، سيما وأنّ هذا المجال ما يزال بكراً ولم تنشغل به الدراسات الاجتماعية. إذْ يرصد الباحث من خلال مجموعة من الظواهر التي تقتحم المجال الرقمي على أساس أنّ هناك العديد من الظواهر التي تدفع بالباحث السوسيولوجي إلى اختراق المنظومة الرقمية وتفكيك بناها البصرية وما تحبل من أهوال ومآزق. ذلك إنّ الواقع اليوم أصبح متمركزاً بين ثنايا الصورة والتي تفرض بكل حواملها على الباحث أن يحصّن نفسه بمفاهيم ونظريات تجد امتداداها في الثقافة الرقمية التي غدت تمثل امتداداً عميقاً للواقع.
تعمل مثل هذه اللقاءات على الكشف عن ظواهر جديدة ومقاربات مختلفة ومتنوّعة، تجد صداها في علم الاجتماع. سيما وأنّ هذا العلم يُجدد دائماً أدواته بالانفتاح على علوم أخرى بما يجعله يقدم تحليلاً دقيقاً للواقع. ذلك إنّ الاهتمام بالرقمي يفرص على السوسيولوجي الاهتمام بعلوم أخرى تُسعفه على فهم مثل هذه التحوّلات السوسيورقمية وإبراز مآزقها وتصدّعاتها.