يحرص صاحب الكتاب على الحفر في تاريخ الجنوب المغربي من خلال دراسة علاقتها ببلاد السودان الغربي. ويدخل هذا الاهتمام بالجنوب المغربي ضمن الاهتمام بالتاريخ الجهوي الذي أصبح يلعب دوراً كبيراً في رسم ملاحم تاريخ الجنوب المغربي وإبراز ما تنضح به مدنه وقبائله من خصوصية ثقافية، طالما لعبت دورها البارز في نسج علاقات مع العالم الخارجي.
لذلك فإن الاهتمام بالتاريخ الجهوي اليوم يمثل حداثة بالنسبة للبحث التاريخي، لأن يفرض على الباحث التوجّه صوب نوع من الكتابة التي تكون دقيقة بحكم وفرة الوثائق حول بعض المناطق. كما أنّ خصوصية هذا التنقيب تساهم في كونه يلعب دوراً على مستوى بناء المعرفة التاريخية حول سردية الجنوب المغربي وإظهار السياقات التاريخية وتصحيح المعلومات التاريخية التي تصب في نهاية الأمر داخل التاريخ الوطني.
يقول الباحث «يندرج هذا العمل في إطار مشروع ضخم، انخرط فيه عدد من الباحثين هدفه هو تحقيق انخراط علمي نوعي حاد ومسؤول الجوانب التاريخية للجنوب المغربي، في أفق فتح ملفات التاريخ الجهوي وق نظر قد يؤدي ربما إلى وضع قطيعة مع النموذج الرسمي في كتابة تاريخ هوامش المغرب العميق، عمق الهامش جغرافياً وتاريخياً الذي يستلزم أن يدرس وفق منظور تجديدي مستند إلى أصول محلية غير مدنسة مع الالتزام بضوابط وقيود البحث الأكاديمي، بغية إنتاج قيمة علمية مضافة نوعية توسع المعرفة وتحسّن الخبرة وتغني الاجتهاد وتحقق الفهم».




