في هذا الصدد صدر حديثاً كتاباً جديداً بعنوان « الطعام أفقا للقراءة: أعمال مهداة إلى البلاغي سعيد العوادي » بتنسيق مصطفى رجوان وعادل المجداوي ويشارك فيه ثلة من الباحثين في الموضوع في العديد من القضايا ذات الصلة بالطعام في الكلام والكرم والطعام والنار والأذواق وتاربخ التغذية والطبخ وأثر الطعام في السينما والسرد وغيرها من الموضوعات المرتبطة بالطعام. ويحرص الباحثون على تقديم أوراق علمية تعطي قيمة كبرى للبعد المعرفي من خلال التنقيب في النصوص والبحث فيها عن مكامن القوة لإثراء خطاب الكتاب ليصبح مدخلاً معرفياً لعددٍ من الباحثين في هذا الموضوع الأثير داخل ثقافة مغربية تبدو اليوم وكأنّها تتهجّى مبادئ التفكير الحداثي الذي يجعلها تعيش بؤساً معرفياً.
تأتي أهمية الكتاب في كونه يقترح موضوعاً أثيراً فيُحوّل بوصلة القراءة والتفكير من زاوية علمية تضع الطعام مثار تفكير جماعي. ورغم أنّ محاور الكتاب يغلب عليها النفس البلاغي والأدبي عموماً، فإنّ الدراسات الأنثروبولوجية مغيّبة، بالرغم من أنّ هذا العلم يبق الأكثر قدرة على تفكيك هذه الممارسة الاجتماعية الضاربة في قدم التاريخ والحضارات.