هذا ويحتلّ فيلم « ملكات » مكانة هامّة داخل مهرجانات العالم، بعدما عُرض في أكثر مهرجان دولي، آخرها كان مهرجان عمان السينمائي الدولي، ضمن مسابقته الرسمية، لكونه يُقدّم مفهوماً مغايراً للفرجة السينمائية، على مستوى الكتابة والإخراج والتصوير. إذْ رغم أنّه أوّل فيلم طويل للمخرجة، فإنّها نجحت في فرض حكايتها على المُشاهد بطُرق مختلفة من الاشتغال البصريّ. ويحكي الفيلم قصّة هروب أم وابنتها من الشرطة على طول الجنوب المغربي، وهي رحلة بصريّة نتعرّف فيها على معاناة المرأة داخل مجتمع ذكوري يعمل يوماً بعد يوم على تكريس ثقافته التقليدية تجاه المرأة، أمام رغبتها في التحرّر.
أما عن تكريم الممثلين، فقد قالت إدارة المهرجان بأنّه « عندما تحلق الفنون بمستويات عالية من الإبداع والتفرد، تظهر قيمة التكريم والتقدير.. هذا بالضبط ما تمثله دعوة مهرجان روتردام للفيلم العربي هذا العام، في إعلان تكريمه لإثنين من مبدعي الشاشة العربية المتألقين دوما ليلى علوي جمال سليمان إدراكا لقيمة الإسهامات الفنية والثقافية التي قدمها هذان النجمان للسينما العربية ». وأضافت الإدارة بأنّ « التكريم ليس مجرد تقدير للجهود، بل هو اعتراف بمسيرة فنية مليئة بالتألق والتفرد. النجمة ليلى علوي، التي حطمت القوالب التقليدية وسجلت نجاحات متتالية في أعمال سينمائية وتلفزيونية، تمثل رمزًا للتميز والقوة في عالم الفن. من ناحية أخرى، الإبداع المتميز للنجم جمال سليمان، بتجربته الغنية وحضوره، الذي أضاف لمسة خاصة على كل عمل فني شارك فيه في الشاشة السينمائية والتلفزيونية ».