مؤسسة آل سعود بالدارالبيضاء تتذكّر محمد المختار السوسي بمعرض بيبلوغرافي

مدخل مؤسسة آل سعود بالدارالبيضاء

مدخل مؤسسة آل سعود بالدارالبيضاء

في 24/11/2024 على الساعة 20:45, تحديث بتاريخ 24/11/2024 على الساعة 20:45

بمناسبة مرور ستين عاما على وفاة العلامة محمد المختار السوسي، تحتفي مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدارالبيضاء، بذكرى رائد الوطنية المغربية والحافظ لتراث سوس من خلال تنظيم معرض لكتاباته المطبوعة المتوفرة في المؤسسة وما كتب عنه من كتب ومقالات باللغات العربية والفرنسية والإسبانية والألمانية.

وحسب بيان المؤسسة، فإنّ محمد المختار السوسي « عَلَمٌ بارز من أعلام الثقافة المغربية في القرن العشرين. نشأ في كنف أسرة أمازيغية اللسان، ذات تقاليد راسخة في التصوف والمعرفة العربية. تَيَتَّمَ صغيرا، فتَوَلَّت تعليمَه والدتُه، سليلةُ أسرة علمية عريقة، فحفظ القرآن. وتَعَلَّمَ بمدارس سوس العتيقة العربيةَ وأدبها والعلوم الدينية. كما انفتح بشغف ذاتي على كتب الأدب العربي والتاريخ، ففي العاشرة من عمره قرأ « ألف ليلة وليلة »، وانجذب إلى عوالمها الحكائية العجيبة، ومجتمعاتها المدينية الراقية. كانت معارفه التي تلقاها في البادية السوسية كافية لتؤهله ليجاري مسار أبناء الحواضر بمراكش وفاس والرباط، التي عُرفتْ آنذاك بتمركز التعليم العالي التقليدي ».

وحسب نفس المصدر، فقد « اعْتُبرت فترة التحاقه بتلك الحواضر (1918-1929)، فترة مفصلية في تشكيل « ثقافته الجديدة » على هدي « السلفية الوطنية » التي أكسبته نفورا من شوائب الطرقية الموروثة، ونزوعا إصلاحيا وطنيا، فشارك في تأسيس أولى الجمعيات السياسية السرية (فاس، 1926) وجمعيات خيرية ومدارس حرة بمراكش (1929-1936). استفزت هذه الحيوية الوطنية أنظار سلطات الحماية الفرنسية، التي نفته إلى بلدته إلغ لمدة تسع سنوات (1937-1945)، لم يغادر خلالها قريته، إلا في سنة 1941 حين سُمِحَ له بالتجول فقط في سوس ».

يُضيف المصدر، « لقد اهتدى السوسي بثقافته التاريخية والأدبية إلى اختيار نمطين للكتابة: الترجمة (البيوغرافيا) والرحلة، صاغ من خلالهما جل مؤلفاته، حيث وجد أنَّ هذين النوعين من الكتابة مناسبين أكثر من غيرهما « للاستطراد » و« حشر » ذلك الكم الهائل الذي جمعه من « أشتات أخبار » رجالات ونساء سوس في « العلم والدين والمجتمع والسياسة ». ولئن كانت « كتابة التراجم والرحلات » من صنف التآليف الكلاسيكية المعروفة، إلا أن طريقة السوسي في الكتابة أضفت عليهما « حرارة متميزة »، بما ضمّنهما من « أحاسيس وتصورات »، بأسلوبٍ مفعم بمذاقات الأدب والتصوف والكتابة الصحفية، وهذا ما جعل « نصوص المختار السوسي » نموذجا غير مسبوق ليس في كتابة « التاريخ صناعة وعلما »، بل في أن « تنقل الزمان فنا وانفعالا » حسب عبارة المؤرخ أحمد التوفيق ».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 24/11/2024 على الساعة 20:45, تحديث بتاريخ 24/11/2024 على الساعة 20:45