ويتناول الفيلم قصّة مراهق من أصول مغربيّة ينضمّ إلى تنظيم «داعش» في مقاربة سينمائية تطرح أسئلة الطفولة والإرهاب والدين والانتماء، وفق تخييل سينمائي يستند على الأكشن في استشكال هذه القضايا التي باتت مركزيّة في الزمن المعاصر، أوّلاً، بسبب غموضها واختلاف مرجعياتها، وثانياً، لأنّها تشغل الراهن المغربي على خلفية ما تُثيره من أسئلة حول مفهوم الدين. وحسب البوند آنانوس للفيلم، فإنّه يختلف بشكلٍ كلّي عن أفلامه الأخرى مثل: «الطريق إلى كابل» و«مسعود سعيدة وسعدان» عبر ما اعتمده فيهما من رؤيةٍ كوميدية ساخرة، جعلته يُحقّق نجاحاً كاسحاً داخل شبّاك التذاكر، لا لكونها تعتمد على النّمط الكوميدي الترفيهي، بل لقُدرة المخرج على ضبط نصّه وإيقاع شخصياته وجعلها تتجاوز حدود المُمكن الذي تعودنا مُشاهدته داخل السينما المغربيّة.
هذا، وقد اختار شكيري كلّ من نفيسة بنشهيدة وكليلة بونعيلات وعصام بوعلي وعبد السلام البوحسيني ومحمّد قيسي وغيرهم من الممثلين لأداء أدوار الفيلم. وحسب المخرج فإنّ استلهامه للقصة نابع من تردّده إلى بلجيكا التي نشأ ودرس فيها، وما يُعاينه من من رصدٍ لعشرات المراهقين الذي يلتحقون بتنظيم الدولة «داعش» من خلال حكاية مراهق بلجيكي من أصول مغربيّة قادته ظروفه العائلية إلى مصير غير مُتوقّع.