كتاب جديد يقارب القصيدة الزجلية بالمغرب

كتاب جديد

في 27/09/2025 على الساعة 09:38

أصدر الباحث محمد أزلماط كتابه الجديد بعنوان « القصيدة الزجلية المغربية المعاصرة بيد دينامية التجديد وممارسة النقد في ضوء ما بعد السيميائيات » ضمن منشورات دار بصمة. وهو عبارة عن دراسة نقدية عمل من خلالها أزلماط على تفكيك القصيدة العامية وجلعها تحتل مكانة رمزية داخل مدونة النقد.

تأتي قيمة هذا الكتاب في وقت يصعب فيه العثور على دراسات جادة تقارب القصيدة الزجلية وتجعلها موضع فحص ونقد. ذلك إن التراجع الذي بات يعرفه الشعر اليوم، يجعل هذا الشكل الأدبي نفسه يعيش نوعاً من التراجع داخل ساحة أدبيّة بات يغلب عليها الإنتاج الروائي. لذلك فإنّ اصدار دراسة نقدية حول الكتابة الزجلية تعطي الانطباع للقارئ عن المكانة الثقافية التي ما يزال يحظى بها هذا الشكل التعبيري الذي يجعل من لغة الكلام المحكي وسيلة لفهم الواقع وبناء علاقة جديدة مع العالم. ونظراً للخصوصيات الفنية والأبعاد الجمالية التي تطبع الزجل المغربي، نعثر على العديد من الباحثين الذين يقدّرون الزجل ويسهرون على كتابته وتأمّله عبر دراسات نقدية تعيد الاعتبار له ولمكانته في تاريخ الثقافة المغربية.

يقول الباحث « يأتي هذا الكتاب ليسائل القصيدة الزجلية المغربية المعاصرة بوصفها خطاباً شعرياً لم يعد حبيس التداول الشعبي أو فرجة المشافهة، بل نصاً إبداعياً متحولاً يزاوج بين الذاكرة الجماعية وأسئلة المعاصرة. لقد انتقلت القصيدة الزجلية من فضاء القول التراثي إلى فضاء التجريب الفني والفكري، فأصبحت لغة يومية مشحونة بالرموز، قادرة عل حمل الرؤية الفلسفية والهم الوجودي، وعلى الانفتاح في الوقت نفسه على الأسئلة الاجتماعية والرقمية التي يطرحها الحاضر. هذا المشروع يندرج في أفق معرفي متجدد، إذْ يوظف أدوات ما بعد السيميائيات لفهم دينامية العلامة الزجلية، باعتبارها كيانا حياً يتجاوز ثنائية الدال والمدلول نحو شبكة من التفاعلات الإدراكية والجمالية والثقافية. فالقصيدة الزجلية، كما يبرزها الكتاب ليست مجرد بناء لغوي، بل ممارسة إدراكية وحسية تؤثر في المتلقي على مستويات وجدانية وعصبية، مما يجعل الإيقاع والصوت والصورة الشعرية وسائط للمعنى الفلسفي والوجودي ».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 27/09/2025 على الساعة 09:38