وأوضح بنسعيد، في كلمة خلال الافتتاح الرسمي للدورة الـ16 لموسم طانطان الذي تنظمه مؤسسة «ألموكار» تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، إلى غاية 12 يوليوز الجاري تحت شعار «موسم طانطان.. تثبيت للهوية ورافعة للتنمية المستدامة»، أن هذا الحدث الكبير يشكل فرصة لتسليط الضوء على غنى وتنوع التراث الثقافي غير المادي حيث أن موسم طانطان أعلن خلال سنة 2005 من روائع التراث الشفهي اللامادي للإنسانية، وخلال سنة 2008 تم إدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي العالمي لليونيسكو.
وأبرز أن التراث الثقافي الحساني يعتبر ركيزة أساسية من ركائز الهوية الوطنية وعنوان اعتزاز أهل الصحراء بتاريخهم وحضارتهم، فالتراث الثقافي يجمع المعالم والآثار وكذا التعبيرات غير المادية التي تنتقل عبر الأجيال ولحدود اليوم، يتمسك أهل الصحراء بهذه العادات والتقاليد التي تمثل غنى الموروث الثقافي في أقاليمنا الجنوبية.
كما أن هناك، يضيف الوزير، حرص مولوي للملك محمد السادس على العناية بالثقافة الحسانية كما أكد على ذلك الملك خلال الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ42 للمسيرة الخضراء سنة 2017.وأكد بنسعيد أن الحفاظ على الموروث والتراث الثقافي يبقى مسؤولية جماعية، ولذلك وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، أطلقت وزارة الشباب والثقافة والتواصل مشروع «Morocco Heritage Labele» وتم قطع أشواط هامة في هذا المشروع بإعداد نظام الاستعمال الرئيسي وعلامة التميز الخاص بعناصر التراث غير مادي بهدف حماية هوية المملكة المغربية والمحافظة على تراثها الثقافي والذي يتعرض لعمليات سطو، وهو ما سيتم التصدي له وطنيا ودوليا عبر جميع الآليات القانونية المتاحة لدى منظمة «اليونيسكو» وجميع المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة.
وأبرز أن التراث الحساني باعتباره جزء من الهوية الوطنية التي تشكلت عبر قرون بتفاعل بين مختلف المجموعات البشرية التي سكنت الصحراء المغربية، وهو تراث متنوع يتميز بخصائص فريدة تتكامل مع الهوية الوطنية، كما يتميز بغنى أشكاله وتجلياته سواء المادي أو غير المادي، فإن صونه وتثمينه والحفاظ عليه وإشعاعه دوليا يعتبر جزء من هذه المسؤولية الجماعية دولة ومنتخبين وجمعيات مجتمع مدني.
من جهته، قال رئيس مؤسسة «ألموكار»، محمد فاضل بنيعيش، إن ما يميز الدورة الحالية عن النسخ السابقة لموسم طانطان الذي يعود بعد غياب دام ثلاث سنوات بسبب جائحة كوفيد-19، هو تنوع فقراتها الثقافية والفنية في ما يتعلق يإبراز المكون الثقافي الحساني وإظهار العديد من تجلياته خلال الموسم، بالإضافة إلى برمجة مجموعة من الفقرات منها ما هو فني واستعراضي ورياضي.
وأبرز أن المؤسسة تركز جهودها على حماية وصون الموروث غير المادي للإنسانية، وتسليط الضوء على 12 عنصرا مغربيا مسجلا على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لمنظمة اليونيسكو، ويتعلق الأمر بموسم طانطان، والطعامة المتوسطية، وفضاء جامع الفنا، والكسكس، والبيازة، ومهرجان حب الملوك، وشجرة الأركان، ورقصة التاسكيوين، وكناوة، والخط العربي، والتبوريدة.
وأشار بنيعيش، إلى أن هذا الموسم هو فرصة بالنسبة للحضور وبينهم ممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط والأقاليم الجنوبية، لاكتشاف الثقافة المغربية المتعددة الروافد، وكذا الاطلاع على الدور الذي تقوم به المملكة في حماية وصون التراث غير المادي المسجل على القائمة التمثيلية لمنظمة اليونيسكو.
من جانبه، أبرز رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبو ظبي، فارس خلف المزروعي، أهمية موسم طانطان كتظاهرة ثقافية وفنية مميزة تجمع مختلف أشكال ثقافات البدو، مشيرا إلى أن هذا الموسم أصبح عنوانا لالتقاء الثقافات وتسليط الضوء على التراث الصحراوي من خلال صون مختلف أبعاد الحياة اليومية كوسيلة للتنمية.
وأضاف أن مشاركتنا في هذا الموسم وهي المشاركة السابعة، تجسد عمق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، مشيرا إلى أن هذه المشاركة هي فرصة لتسليط الضوء على تراث الإمارات الغني والمتنوع في مجالات الممارسات المستدامة.
وأبرز أن دولة الإمارات تدرك أن التطلع إلى المستقبل لا يتحقق إلا من وحي التراث والتمسك بالعادات والتقاليد والمحافظة عليها كونها جزءا مهما يرتبط باستشراف المستقبل ضمن المتغيرات الثقافية والتطورات في مختلف المجالات.
وتميز الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة، الذي جرى بحضور وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، ووالي جهة كلميم وادنون، محمد الناجم أبهاي، وعامل إقليم طانطان بالنيابة، عبداللطيف شدالي، ورئيسة مجلس الجهة، امباركة بوعيدة، وعدد من السفراء المعتمدين بالمملكة، وكذا منتخبين، وشخصيات مدنية وعسكرية، بزيارة الوفد الرسمي للخيام الموضوعاتية ومختلف الأجنحة بساحة السلام والتسامح.
كما تم تقديم عروض في الفروسية والهجن، واستعراض تقليدي يجسد ثقافة الرحل.
ويشتمل برنامج موسم طانطان الذي ينظم تحت شعار على العديد من الأنشطة الغنية والمتنوعة منها التراثية والرياضية والثقافية والفنية والسوسيو - اقتصادية، وخيام موضوعاتية، وعروض فلكلورية (سباقات الإبل)، ومسابقات في الطبخ التقليدي والألعاب الشعبية، وكذا ندوات فكرية، بالإضافة إلى سهرات فنية وموسيقية، وكرنفال استعراضي تشارك فيه فرق محلية ووطنية ودولية، ومعرض فني، فضلا عن جلسات شعرية.وتشارك الإمارات العربية المتحدة في فعاليات هذه الدورة من خلال جناح تشرف عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والذي يتضمن منتجات متنوعة تهم الصيد البحري وملابس رجالية وأزياء وحرف نسائية وفنون شعبية.
ويسلط هذا الجناح الضوء على ثراء وتنوع الثقافة والتراث اللامادي الإماراتي وجهود المحافظة عليه.وتم تصنيف موسم طانطان، سنة 2005 من قبل منظمة اليونيسكو ضمن «روائع التراث الشفهي غير المادي للإنسانية»، والمسجل سنة 2008 بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي الغير مادي للإنسانية.