وإلى جانب صاحبة « كذب أبيض » نجد الممثل والمخرج الكندي كزافييه دولان والمخرجة الفرنسية السينغالية ميمونة دوكوري والممثلة الألمانية فيكي كريبس والناقد السينمائي والمخرج الأمريكي تود مكارثي. وتعنى هذه الفقرة بالتجربة الشبابية وبالأسماء السينمائية الجديدة التي تحاول بقوّة اقتحام المجال السينمائي عبر رؤى جديدة وأفكار مختلفة. ناهيك على أنّ هذه الفقرة ستعرف خلال الدورة 77 بمشاركة حوالي 18 فيلماً سينمائياً بما فيها مجموعة من الأفلام التي ستُعرض لأوّل مرّة.
وقد جاء اختيار المدير بحكم أنّها باتت تتصدّر الجيل السينمائي الجديد في المغرب بعد نجاحاتٍ سينمائية متواصلة في العديد من المهرجانات السينمائية، وعياً من الإدارة الفنية بأهمية هذه التجربة الواعدة وقدرة المدير عبر فيلمها « كذب أبيض » على منافسة بافي التجارب السينمائية الأخرى. وحرصت المدير عبر هذا العمل البحث عن جماليات سينمائية جديدة بها تُضيء رحابة التجربة المغربية وتنحت لها أفقاً بصرياً مغايراً. خاصّة وأن المخرجة تنتمي إلى التجارب السينمائية الجديدة التي تحاول أنْ تنطلق من لحظة الصفر من أجل خلق تجربة قويّة قوامها الابداع والابتكار.
هذا ويحكي فيلم « كذب أبيض » قصّة شابّة « تعود إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر. في منزل عائلتها، بدأت في فرز كل أغراض طفولتها. في لحظة معينة ترى صورة: أطفال يبتسمون في ساحة روضة الأطفال. على حافة الإطار، هناك فتاة صغيرة تجلس على مقعد وتنظر إلى الكاميرا بخجل. إنها الصورة الوحيدة لطفولتها، الذكرى الوحيدة التي يمكن أن تعطيها والدتها لها. لكن أسماء مقتنعة بأنها ليست الطفلة الموجودة في هذه الصورة. على أمل أن تجعل والديها يتحدثان، تستخدم أسماء كاميرتها وتتلاعب بهذه الحادثة الحميمية للحديث عن ذكريات أخرى تشك فيها أيضا. تصبح هذه الصورة نقطة الانطلاق في تحقيق تسأل خلاله المخرجة عن كل الأكاذيب الصغيرة التي ترويها عائلتها. شيئا فشيئا، تستكشف أسماء ذكريات حيها وبلدها. »